رسميا المنتخب المغربي للشباب يتأهل لدور 16 لكأس العالم تحث عشرين بعد فوز على البرازيل

في لحظة تاريخية تعيد إلى الأذهان أمجاد “أسود الأطلس”، حقق المنتخب المغربي لفئة تحت 20 سنة إنجازاً استثنائياً بتأهله الرسمي إلى دور الـ16 (ثمن النهائي) ، في كأس العالم للشباب المقامة حالياً في تشيلي، بعد فوزه المثير بنتيجة 2-1 على المنتخب البرازيلي، بطل العالم خمس مرات في هذه الفئة.
وهذا الانتصار، الذي جاء في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة، لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل انتقام رياضي من هزيمة 2005، وتأكيد على عودة قوية للمغرب إلى البطولة بعد غياب دام 20 عاماً.
- سيناريو المباراة .
دفاع صلب وهجمات قاتلة انطلقت المباراة مساء أمس الأربعاء 1 أكتوبر في ملعب الاستاد الوطني “خوليو مارتينيز برادانوس” بسانتياغو، أمام جمهور شغوف يجمع عشاق كرة القدم التشيلية والمغاربة المتواجدين.
البرازيل، التي تعادلت 2-2 مع المكسيك في افتتاحيتها، دخلت اللقاء بطموح كبير لأستعادة هيبتها، لكن المنتخب المغربي، بقيادة المدرب محمد وهبي، فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى.
حيث سجل اللاعب المغربي عثمان معما الهدف الأول في الدقيقة 66 بضربة مقصية رائعة ، ليفتح النتيجة ويصدم الخصم ، وبعد مرور ربع ساعة من الهدف الأول أمن النتيجة ياسر زبيري بهدف ثاني ، لكن رد البرازيليون كان متأخرا حيث سجل منتخب البرازيل هدف تقليص الفارق في الدقيقة التسعين، وأضاف حكم اللقاء عشر دقائق أشعل بها المباراة من جديد ، لكن الأشبال نجحو في حفاظ على نتيجة المباراة .
وهذا الفوز يأتي بعد الإنتصار التاريخي 2-0 على إسبانيا في الجولة الأولى، مما يرفع رصيد المغرب إلى 6 نقاط، متقدماً في المجموعة أمام البرازيل (1 نقاط) والمكسيك (2 نقطة) وإسبانيا (1 نقاط).
التأهل الرسمي أصبح واقعاً، مع مباراة أخيرة التي تعتبر تحصيل حاصل أمام المكسيك يوم 5 أكتوبر ، ورغم هزبمهتهم سيتأهلون على رأس مجموعتهم .
تصريحات المدرب وهبي: “هذا التأهل حلم تحقق”بعد صافرة النهاية، أعرب المدرب محمد وهبي عن سعادته الغامرة قائلاً: “الفوز على البرازيل ليس مجرد نتيجة، بل هو انتقام لجيل 2005 الذي خسر أمامهم في مباراة البرونز.
أشبلنا أثبتوا أنهم جاهزون للعالم، والتأهل لثمن النهائي هو خطوة أولى نحو النهائي ، سنسعى بكل جهد لتحقيق المزيد”.
كما أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بالأداء المغربي، مشيراً إلى أن “المغرب يعيد كتابة تاريخه في البطولة بعد غياب طويل”.
هذا الإنجاز في سياق تاريخي: عودة بعد 20 عاماً يعود هذا التأهل إلى الذاكرة كإنجاز أفريقي وعربي بارز، إذ يُعد المغرب أول منتخب أفريقي يتأهل مبكراً في مجموعة الموت (التي تضم إسبانيا، البرازيل، والمكسيك).
آخر مشاركة مغربية كانت في 2005 بهولندا، حيث انتهى المنتخب بالمركز الرابع بعد خسارته أمام البرازيل في ماتش البرونز.
اليوم، مع هذا الفوز، يثأر الجيل الجديد لتلك الهزيمة، ويبني على نجاحات المنتخب الأول في كأس العالم 2022، حيث وصل إلى نصف النهائي.
المنتخب المغربي، الذي تأهل إلى البطولة كنائب بطل أفريقيا تحت 20 سنة، يعتمد على مزيج من الشباب الموهوبين مثل عثمان معما حسام صادق ياسر زبيري يانيش بن شاوش ، الذين يلعبون في أندية أوروبية ومغربية كبرى ، وهذا النجاح يعزز من مكانة الكرة المغربية عالمياً، ويفتح أبواباً لصفقات احترافية للاعبين .
تحديات دور الـ16مع التأهل المبكر، يركز المنتخب الآن على المباراة الأخيرة أمام المكسيك لتحسين الفرق الهداف، قبل مواجهة محتملة في ثمن النهائي أمام المنتخبات الأوروبية أو الآسيوية.
الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم أعلن عن جائزة تشجيعية للاعبين، مشيداً بدور الجماهير في دعم الفريق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية عصر جديد للكرة المغربية الشابة. “أسود الأطلس” الصغار يثبتون أن الطموح لا يعرف حدوداً، وأن السماء هي الحد الأدنى.