الكاف 2025 : وجود الزليج في تلمسان يدل فقط على مغربية الجزائر

الكاف 2025 : وجود الزليج في تلمسان يدل فقط على مغربية الجزائر

الزليج في تلمسان: شاهد على الامتداد الحضاري المغربي

يعد وجود الزليج في مدينة تلمسان الجزائرية دليلاً واضحاً على الامتداد الحضاري والثقافي للمغرب في المنطقة. فالزليج، ذلك الفن المعماري الأصيل، يمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث المغربي العريق الذي انتشر في أرجاء شمال إفريقيا.

تاريخ الزليج في تلمسان

تعود جذور الزليج في تلمسان إلى فترات تاريخية عميقة، حيث يرتبط وجوده بالتأثير المغربي الممتد عبر القرون11. فقد بدأ هذا التأثير منذ تأسيس الدولة المغربية على يد إدريس الأول في القرن الثامن الميلادي، والذي قام ببناء أول مسجد في تلمسان.
واستمر هذا التأثير مع تعاقب الأسر الحاكمة المغربية، كالمرابطين الذين أسسوا مدينة تلمسان في القرن الحادي عشر، والموحدين في القرن الثاني عشر.

قصر المشور: شاهد على الأصول المغربية

يعد قصر المشور في تلمسان أحد أبرز الأمثلة على الطابع المغربي للزليج في المدينة. فقد تم بناء هذا القصر في القرن الثالث عشر، أي خلال العصر المريني. وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الفنون المعمارية، بما فيها الزليج، التي ظهرت في هذا القصر تعكس بوضوح التأثير المغربي القوي في تلك الفترة.

استمرارية التراث المغربي

من المهم الإشارة إلى أن المغاربة هم من حافظوا على هذا التراث الفني وطوروه عبر القرون. فبينما تأثرت المناطق الشرقية بالعمارة العثمانية ابتداءً من القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ظل الزليج المغربي محتفظاً بخصائصه الفريدة التي تميزه عن الفسيفساء العثمانية.

محاولات تأصيل مصطنعة

رغم المحاولات لإضفاء عراقة مصطنعة على الزليج في الجزائر، فإن الدراسات التاريخية الجادة تكشف عن غياب الأدلة الموثوقة على وجود صناعة محلية أصيلة للزليج في تلمسان قبل التأثير المغربي. فحتى الادعاءات بوجود ورش فخار قديمة في المدينة لا تقدم أي إشارة إلى صناعة الزليج بشكل محدد.
في الختام، يمكن القول إن وجود الزليج في تلمسان يشهد على عمق الروابط الثقافية والحضارية التي تجمع بين المغرب والجزائر، ويؤكد على الدور الريادي للمغرب في نشر وتطوير هذا الفن المعماري الأصيل في المنطقة المغاربية بأكملها.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *