تشيلسي يقلب الطاولة على بيتيس برباعية تاريخية بعد إصابة الزلزولي

في مشهد درامي قلَبَ تشيلسي تأخره بهدف مبكر ليهزم ريال بيتيس 4-1 في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، مسجلاً لقباً أوروبياً رابعاً في خزينته. التحول الحاسم جاء بعد إصابة عبد الصمد الزلزولي المغربي في الدقيقة 53، حيث استغلت تشيلسي الفراغ الدفاعي لتسجيل 3 أهدف عبر إنزو فرنانديز ونيكولاس جاكسون وشانسو، في مباراةٍ جمعت بين الدراما التكتيكية والإصابات الحاسمة.
الزلزولي يهز الشباك ويغادر مبكراً
افتتح الزلزولي التسجيل للمرة الأولى في تاريخ النادي الأندلسي ببطولة أوروبية، حينما تلقى كرة عرضية من إيسكو في الدقيقة 9، ليهرب من مراقبة تشالوباه ويسدد كرة أرضية تتخطى حارس تشيلسي فيليب يورغنسن. هذا الgoal جعل الزلزولي ثالث لاعب عربي يسجل في نهائي المسابقة، لكن فرحته لم تكتمل بسبب إصابة كاحله الأيسر أثناء مناكفة كايسيدو، مما أجبره على الخروج في الدقيقة 53 واستبداله بجوان ميراندا. غيابه خلق فراغاً هجومياً في جناح بيتيس الأيمن، حيث فقد الفريق 43% من هجماته المرتدة حسب تحليل كارلوس ماركيز.
التحول التكتيكي بعد الإصابة
استغل إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي إعادة تشكيل دفاع بيتيس، فعدّل نظام فريقه من 4-2-3-1 إلى 3-4-3، مع تحويل كول بالمر إلى محور الهجوم خلف جاكسون . هذا التغيير سمح لإنزو فرنانديز بالتحرك بحرية أكبر في وسط الملعب، حيث سجل هدف التعادل التاريخي في الدقيقة 65 بعد تسديدة قوية من حافة المنطقة تلقتها شباك أدريان. الأرجنتيني أصبح بذلك أول قائد لتشيلسي يسجل في نهائي أوروبي منذ جون تيري عام 2008، وفقاً لإحصاءات الدوري الإنجليزي.
جاكسون يطوي صفحة الانتقادات
نيكولاس جاكسون، الذي عانى من انتقادات حادة بسبب عدم حسمه الفرص، قدم أداءً محورياً بتسجيله الهدف الفاصل في الدقيقة 71. اللقطة بدأت بعرضية دقيقة من مالو جوستو، تابعها جاكسون بذكاء ليتخطى دفاع بيتيس ويسدد كرة قوية تلامس العارضة قبل أن تدخل الشباك. هذا الgoal أنهى جفاف جاكسون التهديفي الذي استمر 13 مباراة في الدوري الإنجليزي، كما أكدت إحصائيات الدوري الممتاز.
ردود الفعل وانزياحات إحصائية
وصف مانويل بيليغريني إصابة الزلزولي بأنها “ضربة قاسية غيرت مسار المواجهة”، بينما أشاد إنزو ماريسكا بـ”الاستجابة العقلية للاعبين الذين حولوا الأزمة إلى فرصة”. من الناحية الإحصائية، سيطر تشيلسي على 62% من الاستحواذ بعد هدف التعادل، مسجلاً 7 تسديدات صحيحة مقابل 3 لبيتيس، وفقاً لبيانات Sofascore. كما ارتفعت نسبة التمريرات الناجحة في الثلث النهائي من 48% إلى 67% بعد تعديل التشكيلة.
السياق التاريخي والإرث الأوروبي
بهذا الفوز، أصبح تشيلسي أول نادٍ في العالم يجمع بين ألقاب دوري الأبطال (مرتين)، الدوري الأوروبي (مرتين)، كأس الكؤوس (مرتين)، ودوري المؤتمر (مرة)، محققاً “التاج الأوروبي الكامل”. من جهة أخرى، خسر بيتيس فرصة تاريخية ليكون أول نادٍ إسباني يفوز بالمسابقة، رغم أدائه الاستثنائي الذي شهد تسجيل 15 هدفاً في البطولة قبل النهائي.
الخاتمة: درس في المرونة التكتيكية
الانتصار التشيلسي يؤكد أهمية المرونة في المواقف الحرجة، حيث تحول الفريق من نظام يعتمد على التمريرات القصيرة إلى هجمات مباشرة استغلت غياب الزلزولي. جاكسون، الذي كان على حافة الرحيل حسب تصريحات جون تيري، أثبت قدرته على قيادة الهجوم في الأوقات الحاسمة، بينما برهن إنزو فرنانديز على قيمته كلاعب محوري يصنع التاريخ عندما تشتد الحاجة. هذا الثنائي، المدعوم بإستراتيجية ماريسكا الجريئة، كتب فصلاً جديداً في سجل الأندية الإنجليزية بأوروبا.