في مباراة مثيرة شهدت تفوقاً واضحاً للمدفعجية، حقق أرسنال فوزاً ساحقاً على مضيفه سلافيا براغ بنتيجة 3-0 مساء الثلاثاء على ملعب فورتونا أرينا في التشيك، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري في بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026. هذا الانتصار المثالي رفع رصيد أرسنال إلى 12 نقطة من أربع مباريات، مما جعله يتولى الصدارة المؤقتة في الترتيب، محافظاً على سجل نظيف لم يتلقَ فيه أي هدف حتى الآن.

بدأت المباراة بضغط تشيكي مبكر، حيث سيطر سلافيا براغ على الكرة في الدقائق الأولى، محاولاً فرض أسلوبه الجسدي والمباشر. لكن دفاع أرسنال، الذي يُعدّ من أقوى الدفاعات في القارة هذا الموسم، صدّ الهجمات ببراعة. في الدقيقة 32، جاء الاختراق الحاسم عندما سدد غابرييل ماغالهايس كرة رأسية من ركلة ركنية، لتصطدم بيد القائد التشيكي لوكاس بروفود، مما أدى إلى منح ركلة جزاء بعد تدخل الفيديو المساعد (فار). تقدم بوكايو ساكا بثقة وأرسل الكرة إلى الشباك، محققاً هدفه الرابع في أبطال أوروبا هذا الموسم، وأول هدف له من ركلة جزاء خارج الملعب الإنجليزي.

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً ليضاعف أرسنال التقدم. بعد أقل من دقيقة من بداية الشوط الثاني، في الدقيقة 46 تحديداً، انطلق لياندرو تروسارد على الجهة اليسرى، متجاوزاً مدافعيه بسرعته الاستثنائية، ثم رفع كرة متقنة إلى ميكيل ميرينو الذي وصلها بتسديدة قوية بقدمه اليسرى في الزاوية القريبة. كان هذا الهدف الأسرع لأرسنال بعد استراحة الشوط في تاريخ البطولة، مما يعكس الاستعداد الجسدي والتركيز العالي لفريق ميكيل أرتيتا.

استمر الضغط الإنجليزي، وفي الدقيقة 68، أكمل ميرينو تألقه بهدف ثانٍ له في المباراة. تلقى تمريرة مرتفعة من ديكلان رايس داخل منطقة الجزاء، ورفع الكرة برأسه بذكاء فوق حارس المرمى جاكوب ماركوفيتش الذي أخطأ في تقديره. بهذا الهدف، أصبح ميرينو، الذي حلّ بديلاً عن الإسباني فيكتور جيوكيريس المصاب، أول لاعب في أرسنال يسجل هدفين في مباراة أوروبية هذا الموسم. يُعدّ هذا الأداء البارز خطوة كبيرة للإسباني في المنافسة على مركز أساسي في الهجوم.

لم يكن الفوز مجرد نتيجة، بل إنجاز تاريخي. مع هذا الانتصار، حقق أرسنال ثمانية انتصارات متتالية دون استقبال هدف في جميع المسابقات، مساوياً رقماً قياسياً للنادي يعود إلى عام 1903. في دوري الأبطال، يحافظ الفريق على معدل 100% نجاح، دون أن يلعب أي هدف ضده في الأربع جولات. هذا السجل الدفاعي يعكس عمقاً تكتيكياً مذهلاً من أرتيتا، الذي اعتمد على تناوب اللاعبين للحفاظ على اللياقة.

أما سلافيا براغ، فقد أكملت مباراتها الرابعة دون فوز، محتفظة بنقطتين فقط، مما يضعها في موقف صعب للتقدم في الترتيب. رغم الضغط الأولي، فشل التشيكيون في استغلال الفرص، خاصة بعد طرد محتمل لرايس في الدقيقة 89 بسبب مخالفة، لكن الفار ألغى قرار الحكم عليار أغاييف بعد مراجعة. يبقى الفريق التشيكي يبحث عن أول انتصار في مرحلة الدوري.

شهدت المباراة لحظة تاريخية أخرى مع دخول الشاب ماكس داومان (15 عاماً و308 أياماً) بديلاً في الدقيقة 73، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا، متجاوزاً الرقم القياسي الذي يحمله يوسوفا موكوكو من بوروسيا دورتموند. هذا الإنجاز يعزز من صورة أكاديمية أرسنال الواعدة.

مع اقتراب الجولات المتبقية، يواجه أرسنال تحديات أكبر، لكنه يدخلها بثقة عالية. الصدارة المؤقتة تعتمد على نتائج المنافسين مثل بايرن ميونيخ وريال مدريد، لكن المدفعجية أثبتوا أنهم مرشحون جديون للقب. في الدوري الإنجليزي، يتصدر أرسنال أيضاً، مما يجعل موسم 2025-2026 واحداً من أفضل فتراته.