دياز يهز شباك باريس سان جيرمان بهدف مبكر في قمة دوري أبطال أوروبا

لويس دياز يفتتح النتيجة لبايرن ميونخ أمام باريس سان جيرمان في الدقيقة الرابعة، في مباراة حاسمة على الصدارة بدوري أبطال أوروبا 2025-2026.

في افتتاح مثير لقمة الصدارة بملعب حديقة الأمراء، نجح النجم الكولومبي لويس دياز في تسجيل الهدف الأول لبايرن ميونخ أمام مضيفه باريس سان جيرمان بعد دقائق قليلة فقط من انطلاق صافرة المباراة الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، ضمن الجولة الرابعة من مرحلة الدوري في بطولة دوري أبطال أوروبا. جاء الهدف في الدقيقة الرابعة تحديداً، ليضع البافاريين في المقدمة مبكراً ويثير الذهول في صفوف الجماهير الباريسية، مما يعكس السرعة والفعالية التي أضافها اللاعب إلى خط هجوم بايرن منذ انتقاله في الصيف الماضي.

بدأت المواجهة بوتيرة عالية، حيث سيطر بايرن ميونخ على الكرة منذ الثواني الأولى تحت قيادة المدرب فنسنت كومباني، الذي اعتمد على تشكيلة هجومية تضم هاري كين ومايكل أوليز إلى جانب دياز. في الدقيقة الثالثة، انطلقت هجمة سريعة من الجهة اليمنى، حيث تلقى أوليز تمريرة دقيقة وتوغل داخل منطقة الجزاء، لكنه سدد كرة ارتطمت بالدفاع الباريسي. استغل دياز الارتداد ببراعة، محولاً الكرة بتسديدة قوية بقدمه اليمنى إلى الزاوية السفلى اليسرى لحارس المرمى الفرنسي لوساس شوفالييه، الذي لم يتمكن من التصدي. كان هذا الهدف الثالث عشر لدياز في تاريخه مع دوري أبطال أوروبا، مساوياً بذلك رقماً قياسياً للأكثر تسجيلاً بين اللاعبين الكولومبيين في البطولة، متجاوزاً سابقاً جاكسون مارتينيز.

يُعدّ هذا الإنجاز خطوة هامة لدياز، الذي انتقل إلى بايرن ميونخ من ليفربول مقابل صفقة قياسية بلغت 80 مليون يورو، وأصبح بسرعة عنصراً أساسياً في الفريق البافاري. قبل هذه المباراة، سجل الجناح الكولومبي تسعة أهداف في 16 مباراة رسمية مع بايرن هذا الموسم، مضيفاً سبعة تمريرات حاسمة، مما يجعله أحد أبرز التعاقدات في سوق الصيف. الهدف المبكر لم يكن مجرد لحظة فردية، بل نتيجة للضغط العالي الذي فرضه بايرن، حيث يمتلك الفريق أفضل معدل تسجيل أهداف في البطولة بثلاثة أهداف في كل مباراة حتى الآن.

من جانب آخر، أثار الهدف صدمة في معسكر باريس سان جيرمان، الذي يدخل المباراة بعلامة كاملة من ثلاث جولات، محتلاً الصدارة برصيد 9 نقاط وفارق أهداف +10. المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي يعتمد على نظام 4-3-3 الهجومي، رتب خط الدفاع بقيادة ماركينيوس ونونو مينديس، لكنه واجه صعوبة في احتواء سرعة دياز وذكاء أوليز. رغم التقدم البافاري، حاول الباريسيون الرد سريعاً، مع محاولات من برادلي باركولا وخفيشا كفاراتسخيليا، لكن حارس بايرن ألكسندر نوير تصدى بثبات. في الدقيقة 22، نجح عثمان ديمبيلي في إعادة التوازن بتسديدة قريبة بعد تمريرة من وارن زاير إيمري، ليصبح النتيجة 1-1 مؤقتاً، مما أعاد الحيوية إلى المباراة.

تاريخياً، يحمل اللقاء طابعاً خاصاً بين الفريقين، إذ فاز بايرن على باريس في سبع مواجهات من أصل 12 في دوري الأبطال، بما في ذلك انتصار تاريخي 1-0 في الموسم الماضي. هذه المباراة تعتبر اختباراً حقيقياً للطموحات الباريسية في الوصول إلى النهائي هذا الموسم، خاصة بعد تجنبهم للخسارات السابقة أمام أندية مثل أرسنال وإنتر ميلان. أما بايرن، فيسعى لتعزيز موقعه في المجموعة، حيث يتشارك الصدارة مع باريس برصيد 9 نقاط، ويحلم باستعادة اللقب الأوروبي بعد غياب دام عامين.

مع مرور الدقائق، استمر دياز في التألق، مسجلاً هدفه الثاني في الدقيقة 32 بعد هجمة مرتدة، ليرفع النتيجة إلى 2-1 لصالح بايرن. كان الهدف ثمرة تعاون جماعي، حيث مرر كين كرة طويلة لدياز الذي راوغ مدافعه وأنهى الفرصة ببراعة. بهذا الهدف، أصبح دياز أول لاعب كولومبي يسجل هدفين في مباراة واحدة ضد باريس في تاريخ البطولة. في الشوط الثاني، ضغط الباريسيون بقوة، لكن دفاع بايرن بقي صلبًا، مع مساهمات حاسمة من كيم مين جاي وديكلان رايس الذي انضم مؤخراً إلى الفريق.

انتهت المباراة بفوز بايرن ميونخ 2-1، مما يمنحه الصدارة المؤقتة برصيد 12 نقطة، بينما يبقى باريس في المركز الثاني بنقطتين أقل. يُظهر هذا الفوز قوة بايرن تحت قيادة كومباني، الذي يعتمد على مزيج من الشباب والخبرة لتحقيق النجاح الأوروبي. أما دياز، فيكمل تألقه بهدفين حاسمين، مؤكداً أنه صفقة السنة في أوروبا. مع اقتراب الجولات الختامية، يبقى الصراع على الصدارة مفتوحاً، لكن بايرن أثبت اليوم أنه مرشح قوي للقب.