في قمة أوروبية مشتعلة على ملعب أنفيلد التاريخي، أنهى ريال مدريد الشوط الأول من مباراته أمام ليفربول بالتعادل السلبي صفر-صفر، ضمن الجولة الرابعة من مرحلة الدوري في بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026، مساء الثلاثاء 4 نوفمبر. رغم غياب بعض النجوم الرئيسيين بسبب الإصابات، أظهر الملكي صلابة دفاعية مذهلة تحت قيادة المدرب شابي ألونسو، الذي اعتمد على تشكيلة 4-3-3 متوازنة تضم تيبو كورتوا في الحراسة، وخط دفاع يقوده إيدر ميليتاو وأنطونيو روديغر، مع دعم هجومي من كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام. المباراة شهدت تبادلاً للهجمات، لكن الدفاعين كانا هما البطل الحقيقي، مع تصديات حاسمة من الحارسين مامارداشفيلي وكورتوا، مما يعكس التوازن الذي يبحث عنه الريال للحفاظ على صدارته برصيد 9 نقاط.

بدأ اللقاء بوتيرة عالية، حيث سيطر ليفربول على الكرة في الدقائق الأولى تحت ضغط جماهيره الحار، لكن دفاع ريال مدريد صدّ الهجمات ببراعة. تيبو كورتوا، حارس الملكي البلجيكي، كان أحد أبرز النجوم في الشوط الأول، حيث أنقذ مرماه مرتين حاسمتين. أولاها في الدقيقة 28، عندما تصدى لتسديدة محققة من دومينيك سوبوسلاي داخل منطقة الجزاء، بعد تمريرة من محمد صلاح الذي كاد يفتح النتيجة مبكراً. وفي الدقيقة 44، أوقف كورتوا قذيفة قوية من أليكسيس ماك أليستر، مما يمنحه تقييماً عالياً يصل إلى 8/10، مؤكداً دوره كحارس موثوق يحمي الشباك في المواقف الحرجة. هذا الأداء يعزز من ثقة الريال، خاصة بعد سلسلة انتهاء الشوط الأول بنتائج إيجابية في آخر ثلاث مباريات أوروبية.

في خط الدفاع، برز إيدر ميليتاو كقائد صلب، حيث أوقف هجمات ليونيل ميسي الجديد في ليفربول – إيه كيتيكي – ومنع الاختراقات من الجهة اليسرى. ميليتاو، الذي عاد من إصابة طويلة، سجل 7/10 بفضل تدخلاته الـ12 في الشوط، إضافة إلى تمريراته الدقيقة بنسبة 92%. إلى جانبه، أنطونيو روديغر قدم أداءً دفاعياً قوياً، لكنه تلقى بطاقة صفراء في الدقيقة 17 بعد تدخل قوي على صلاح، مما يجعله يحصل على 6.5/10. داني كارفاخال، على الجهة اليمنى، كان نشيطاً هجومياً، مسدداً ركلة حرة خطيرة في الدقيقة 8 أدت إلى عرضية شتتها دفاع ليفربول، لكنه عانى قليلاً من ضغط داروين نونيز، فحصل على 7/10. أما فرلان ميندي، في اليسار، فقد حافظ على توازنه، مسدداً كرة مرت عرض الشباك، ويستحق 6.5/10 لدعمه الهجومي المحدود.

في وسط الملعب، كان الثنائي أوريلين تشواميني وفيديريكو فالفيردي عماد التوازن، حيث سيطرا على الكرة بنسبة 58% لصالح الريال. تشواميني، الفرنسي الشاب، قدم إيقاعاً هادئاً مع 45 تمريرة دقيقة، وأوقف هجمة مرتدة في الدقيقة 35، مما يمنحه 7.5/10 كأفضل لاعب في الوسط. فالفيردي، الذي يلعب دوراً مزدوجاً، كان نشيطاً في الضغط العالي، لكنه أهدر فرصة رأسية في الدقيقة 22، فحصل على 7/10. أما جود بيلينغهام، الإنجليزي الموهوب، فقد تألق بتسديدة قوية من داخل المنطقة في الدقيقة 44، أنقذها حارس ليفربول جورجي مامارداشفيلي ببراعة، مما يجعله يحصل على 7/10 رغم عدم تسجيله، إذ أضاف طاقة هجومية حيوية.

الهجوم كان الأقل إنتاجية، حيث أهدر كيليان مبابي فرصة ذهبية في الدقيقة 17 بتسديدة مرت أعلى المرمى من حدود المنطقة، بعد تمريرة من فينيسيوس. الفرنسي، الذي يتصدر هدافي البطولة برصيد 5 أهداف، حصل على 6/10 لسرعته في المرتدات، لكنه يحتاج إلى تركيز أكبر. فينيسيوس جونيور، على الجهة اليسرى، كان سريعاً ومراوغاً، محاولاً الاختراق مرتين، لكنه واجه دفاعاً صلباً من أندرو روبرتسون، فـ6.5/10 له. رودريغو، الذي حلّ بديلاً عن المصابين، أضاف حركة لكن بدون تأثير كبير، 6/10.

بشكل عام، أداء ريال مدريد في الشوط الأول يعكس نضجاً تكتيكياً، مع تركيز على الدفاع والانتقالات السريعة، مما يجعل الريال مرشحاً للانتصار في الشوط الثاني. ألونسو، الذي يحقق 100% فوز في أول ثلاث جولات، يسعى لتعزيز الصدارة، بينما يحلم أردن كلوپ بإعادة إحياء ذكريات 2018 أمام الملكي. المباراة تبقى مفتوحة، خاصة مع غياب صلاح عن التأثير الكامل بسبب الضغط الدفاعي.

ريال مدريد، ليفربول، دوري أبطال أوروبا، تقييم اللاعبين، شوط أول