المنتخب المغربي يحطم رقم قياسي عالمي كان في حوزة اسبانيا
حقق المنتخب المغربي لكرة القدم إنجازاً تاريخياً غير مسبوق في عالم الساحرة المستديرة، بعد فوزه على منتخب الكونغو الديموقراطية بهدف نظيف، مساء الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. هذا الانتصار لم يكن عادياً، بل شكّل نقطة تحول في تاريخ كرة القدم العالمية، حيث أصبح المغرب أول منتخب في العالم يحقق 16 انتصاراً متتالياً في جميع المنافسات الرسمية، محطماً بذلك الرقم القياسي الذي كان محفوظاً في خزائن المنتخب الإسباني منذ عام 2009.
الهدف الذهبي جاء في الدقيقة 64 من عمر المباراة، عندما استغل النجم يوسف النصيري تمريرة حاسمة من أشرف حكيمي ليسجل الهدف الوحيد في اللقاء. كانت اللحظة تاريخية بكل المقايس، إذ لم يكن الهدف مجرد إضافة نقطة إلى رصيد التصفيات، بل كان بمثابة تتويج لسلسلة استثنائية بدأت في يونيو 2024، عندما قرر أسود الأطلس أن يكتبوا فصلاً جديداً في تاريخ الكرة الإفريقية والعالمية.
قبل مواجهة الكونغو، كان المنتخب المغربي قد عادل الرقم القياسي العالمي المسجل باسم إسبانيا وألمانيا، اللتين حققتا 15 انتصاراً متتالياً بين عامي 2008 و2009. جاء ذلك بعد فوز صعب على منتخب البحرين في مباراة ودية بهدف جواد اليميق في الوقت بدل الضائع، مما أشعل حماس الجماهير المغربية وزرع الأمل في تحقيق المستحيل. المدرب وليد الركراكي لم يتردد في تذكير لاعبيه بأن “التاريخ في انتظارهم”، وهو ما حدث فعلاً عندما نجح الفريق في تجاوز العقبة الكونغولية.
هذا الإنجاز يأتي في سياق مسيرة استثنائية للمنتخب المغربي، الذي كان قد ضمن تأهله لكأس العالم 2026 منذ الجولة السابعة من التصفيات الإفريقية، بعد فوز كاسح على النيجر بخمسة أهداف نظيفة. أسود الأطلس تصدروا مجموعتهم برصيد كامل من 24 نقطة من ثماني مبارايات، محققين سبعة انتصارات في سبع مباريات بفارق أهداف مذهل بلغ 21 هدفاً مقابل هدفين فقط.
السلسلة الذهبية للانتصارات المتتالية شملت فوزاً على منتخبات قوية ومباريات حاسمة في تصفيات كأس أفريقيا للأمم وكأس العالم، بالإضافة إلى مباريات ودية ضد منتخبات من مستويات مختلفة. من بين هذه الانتصارات كان الفوز الكبير على الكونغو الديمقراطية بستة أهداف نظيفة في لقاء سابق، والفوز على ليسوتو بسبعة أهداف، مما يعكس القوة الهجومية الهائلة لتشكيلة الركراكي.
المدرب وليد الركراكي، الذي قاد المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم 2022 بقطر، أكد أن تحقيق هذا الرقم القياسي ليس بالأمر السهل، مشيراً إلى أن “هذا يعني أن المجموعة تبلي بلاءً حسناً، وترغب في العمل معاً، ومتعطشة للفوز”. هذا التصريح يعكس الروح القتالية والانسجام داخل صفوف الفريق الوطني، الذي أصبح مثالاً يحتذى به في القارة الإفريقية وعلى المستوى العالمي.
الصحافة العالمية لم تتوانى في تسليط الضوء على هذا الإنجاز التاريخي. صحيفة “ليكيب” الفرنسية وصفت المنتخب المغربي بأنه يواصل كتابة صفحة مشرقة في تاريخ كرة القدم، بينما أشادت وسائل إعلام هولندية وإسبانية وبريطانية بالأداء الاستثنائي لأسود الأطلس. الإنجاز المغربي تجاوز إنجازات منتخبات كبرى مثل فرنسا والبرازيل وأستراليا، التي توقفت عند 14 انتصاراً متتالياً.
هذا الرقم القياسي الجديد يمثل رمزاً قوياً لصعود الكرة الأفريقية على الساحة العالمية. المغرب، الذي سيستضيف كأس أفريقيا للأمم في ديسمبر المقبل، وسيكون مشاركاً في استضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يثبت أنه قوة لا يستهان بها في عالم كرة القدم. الجماهير المغربية والعربية والأفريقية تحتفل اليوم بإنجاز تاريخي سيظل محفوراً في ذاكرة الأجيال القادمة، وسيكون مصدر فخر واعتزاز لكل محبي الساحرة المستديرة.



