تصريح صادم محمد وهبي أن لم أفز بكأس العالم تحت 20 سنة سأستقيل من تدريب المنتخب المغربي
تصريح صادم من محمد وهيبي: “إن لم أفز بكأس العالم مع المنتخب المغربي للشباب، فسوف أستقيل فورًا”.
في تصريح جريء ومثير للجدل، أعلن المدرب الفرنسي محمد وهيبي، الذي تولى تدريب المنتخب المغربي للشباب (تحت 20 عامًا) منذ يناير 2024، أنه سيستقيل من منصبه إذا فشل في إحراز لقب كأس العالم للفئة تحت 20 عامًا في تشيلي.
وهذا الإعلان كان في وقت سابق جاء بعد خسارة المغرب لنهائي كأس إفريقيا للشباب أمام جنوب إفريقيا حيث تعالت أصوات المطالبة بأقالته ، غير أن فوزي لقجع أعطه فرصة لخوض كأس العالم تحت عشرين سنة ، وهو الشيء الذي قابله البالغ من العمر 49 عامًا برد مثير وصادم ، حيث وضع رأسه على المفصلة بيده ، معلنًا: “إن لم أفز بكأس العالم مع المغرب، فسوف أستقيل.
وهذا الإنجاز هو هدفي الوحيد، وإلا فأنا لست مستحقًا للبقاء”، خلفية الإنجاز التاريخي: من الفشل إلى النهائي تولى وهبي، الذي سبق له تدريب أندية فرنسية مثل نيس ومونبلييه، مسؤولية المنتخب المغربي بعد فترة انتقالية صعبة شهدت تغييرات متكررة في الهيكل الفني للاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم (FRMF).
- تحت قيادته، شهد المنتخب تحولًا جذريًا:
من خسارة كأس أمم أفريقيا تحت 20 عامًا، إلى بناء فريق يعتمد على مزيج من المواهب المحلية والثنائية الجنسية مثل يانيس بن شاوش (حارس موناكو) وإبراهيم غوميز .
في كأس العالم بتشيلي، حقق المغرب إنجازات غير مسبوقة: فوز على كوريا الجنوبية 2-1 في الدور الأول، ثم على الولايات المتحدة الأمريكية 3-1 في دور الـ16، وأخيرًا على فرنسا 5-4 بركلات الترجيح في نصف النهائي ، وبعد الفوز على الفرنسيين سئل أحد الصحفيين هل أنت مزلت عند وعدك فأجابها المشوار لزال طويل وتنتظرا مباراة مهمة في النهائي .
ورغم إصابة بن شاوش الذي أصبح رمزًا للصمود ، هذا الأداء لم يأتِ عبثًا؛ فقد فرض وهيبي أسلوبًا هجوميًا يعتمد على الضغط العالي والانتقالات السريعة، مستوحى من فلسفة يوهان كرويف الضغط يولد أخطاء .
- التصريح: رهان على النجاح أم ضغط نفسي؟
في مقابلة حصرية مع “Grok Sport” عقب الفوز على فرنسا، قال وهيبي: “عندما وقعت العقد مع الاتحاد المغربي، كان الشرط الوحيد هو الفوز بلقب عالمي ، المغرب لديه الإمكانيات، واللاعبون يملكون الجوع للألقاب.
إن لم أفز بكأس العالم مع هؤلاء الأشبال، فسوف أستقيل فورًا ، ليس هناك مكان للفشل في مشروع كهذا”. هذا التصريح يعكس طموحًا شخصيًا ومهنيًا، لكنه أثار انقسامًا في الأوساط الرياضية المغربية.
من جهة، أشاد الإعلامي الرياضي المغربي أيمن بن خالد بالجرأة: “وهبي يضع معيارًا عاليًا، تمامًا كما فعل رياض الدين في قطر ، هذا يحفز اللاعبين ويبني ثقافة الفوز”. أما الناقد الجزائري صالح بن طاهر، فيراه “مغرورًا”، مشيرًا إلى أن “المنتخبات الشابة ليست مضمونة، والأرجنتين خصم شرس”.
داخل الاتحاد المغربي، أكد فوزي لقجع، رئيس الاتحاد، دعمه الكامل : “وهيبي جزء من رؤيتنا طويلة الأمد، وسنقف خلفه مهما كانت النتيجة”.
ومع ذلك، يخشى بعض الخبراء من أن هذا الرهان قد يضغط نفسيًا على اللاعبين الشباب، الذين يواجهون الأرجنتين بطلة العالم ست مرات في فئة أقل من عشرين سنة في ملعب ناسيونال في سانتياغو.
الأرجنتين سقت طريقها بفوز على كولومبيا في نصف النهائي بهدف نظيف وبصعوبة ، مما يجعل النهائي مواجهة تاريخية بين “أشبال الأطلس” و”التانغو .
التأثير على المستقبل:
هل يصبح وهيبي أسطورة أم يغادر؟ إذا فاز المغرب، سيكون وهيبي أول مدرب أوروبي يفوز بكأس عالم شباب مع منتخب أفريقي، مما يعزز من فرصته في تدريب المنتخب الأول أو أندية أوروبية كبرى.
أما في حال الخسارة، فإن استقالته المعلنة قد تفتح الباب لتغييرات جذرية، خاصة مع اقتراب تصفيات كأس إفريقيا تحت 23 سنة .
اللاعبون أنفسهم يبدون متفائلين؛ قال بن شاوش، الذي بدأ في التعافى جزئيًا من إصابته: “المدرب وهيبي غير حياتنا ، جميع اللاعبين سيقاتلون من أجل اللقب، وسنثبت أن المغرب ليس مفاجأة بل قوة دائمة”.
ومع تزايد الدعم الشعبي في المغرب – حيث شهدت الشوارع احتفالات عفوية بعد الفوز على فرنسا – يبدو أن الرهان قد يؤتي ثماره.
وفي عالم الكرة، الطموح هو الوقود، والفوز هو الدليل. هل ينهي وهيبي قصته مع المغرب بكأس، أم يصبح مثالًا على مخاطر الوعود الكبيرة؟ الإجابة في غضون أيام قليلة، لكن شيئًا واحدًا مؤكد: “أشبال الأطلس” غيّروا وجه كرة القدم الأفريقية إلى الأبد.



