أسود الأطلس على بعد خطوة من دخول التاريخ بانتصارهم السادس عشر

يستعد المنتخب المغربي لكتابة صفحة ذهبية جديدة في سجلات كرة القدم العالمية، حيث يواجه نظيره الكونغولي مساء اليوم الثلاثاء في لقاء ختامي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، بعدما حسم “أسود الأطلس” تأهلهم مبكراً وأصبحوا أول منتخب أفريقي يضمن مقعده في النهائيات. المباراة التي ستقام على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط في تمام الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، تحمل قيمة تاريخية استثنائية رغم أنها بدون ضغوطات تأهيلية، إذ يسعى المنتخب المغربي لتحطيم رقم قياسي عالمي صامد منذ ستة عشر عاماً بتحقيق فوزه السادس عشر على التوالي.​

نجح المنتخب المغربي بقيادة المدرب في معادلة الرقم القياسي المسجل باسم إسبانيا وألمانيا بعد فوزه الخامس عشر المتتالي على البحرين بهدف نظيف في مباراة ودية أقيمت الأسبوع الماضي. الهدف الذي سجله المدافع جواد ياميق في الوقت بدل الضائع جاء بمثابة تأكيد على عزيمة اللاعبين المغاربة وإصرارهم على مواصلة السلسلة الذهبية التي بدأت منذ مارس 2024 عندما تعادل “الأسود” مع موريتانيا بنتيجة سلبية. هذه السلسلة الاستثنائية جعلت المغرب يتفوق على منتخبات عملاقة كفرنسا والبرازيل وأستراليا الذين توقفوا عند 14 فوزاً متتاليا، ما يعكس القوة والثبات الذي يتمتع به المنتخب المغربي.​

حقق المنتخب المغربي مساراً مثالياً في التصفيات الافريقية المؤهلة للمونديال، حيث تصدر المجموعة الخامسة برصيد 21 نقطة من سبعة إنتصارات متتالية دون أي هزيمة أو تعادل. “الأسود” سجلوا 21 هدفاً مقابل هدفين فقط، وحافظوا على نظافة شباكهم في 16 مباراة من أصل 21 لقاء في تصفيات كأس العالم، ما يجعلهم الفريق الوحيد صاحب السجل المثالي في القارة الافريقية. المهاجم أيوب الكعبي كان النجم الأبرز في التصفيات برصيد أربعة أهداف من بينها ثلاثية في مرمى الكونغو خلال اللقاء الذي إنتهى بفوز كاسح 6-0 في يونيو الماضي.​

صرح المدرب وليد الركراكي بعد مباراة البحرين قائلاً: “اليوم نتقاسم رقماً قياسياً عالمياً مع ألمانيا وإسبانيا، وهما دولتان عظيمتان في كرة القدم، وكمغاربة يمكننا أن نفتخر بأننا إلى جانبهما في التاريخ”. وأضاف الركراكي أن التحدي الحقيقي يكمن في مباراة الثلاثاء أمام الكونغو ليصبح المغرب الفريق الوحيد في العالم الذي حقق 16 إنتصاراً متواليا، مؤكداً أن هذا الأمر ليس سهلاً حتى لو بدا كذلك. المدرب المغربي ذكّر لاعبيه بعد الشوط الأول من مباراة البحرين بأن “التاريخ في إنتظارهم”، وهو ما يعكس الطموح الكبير لهذا الجيل الذهبي.​

يمثل هذا الإنجاز المرتقب رمزاً لصعود الكرة الأفريقية ويؤكد مكانة المغرب كقوة عالمية بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022 حين وصلوا للدور نصف النهائي كأول فريق عربي وافريقي. المنتخب المغربي الذي سيستضيف كأس أمم أفريقيا القادمة، يعتبر هذه المباراة فرصة ذهبية لتعزيز الثقة قبل البطولة القارية، رغم أن الفريق سيُقيّم بشكل أساسي على أدائه في النسخة المقبلة من كأس إفريقيا. المواجهة أمام الكونغو، الفريق الذي يحتل المركز الأخير في المجموعة بنقطة واحدة فقط، تبدو سهلة على الورق، لكنها تحمل وزناً تاريخياً يجعل منها تحدياً حقيقياً لـ”أسود الأطلس”.​

هل سينجح المنتخب المغربي في تحقيق الإنتصار السادس عشر وكتابة إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية؟

 

Youssef magribi

محلل رياضي وصحفي متمرس في أنفو سبورت ، يتمتع بخبرة ١٢ عامًا في التحليل الفني والإحصائي للمباريات. متخصص في تحليل الأداء واستخدام أحدث تقنيات التحليل الرياضي. تشمل مجالات خبرته: التحليل الفني للمباريات، والإحصائيات الرياضية، وتقييم أداء اللاعبين، والتحليل التكتيكي الحديث. يقدم تحليلات معمقة، مدعومة بإحصائيات وأرقام، مع التركيز على الجوانب الفنية والتكتيكية. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير المحتوى التحليلي للموقع الإلكتروني، وتقديم آراء احترافية للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share to...