صمت الكاف وتجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي: أزمة ثقة بين المؤسسة الأفريقية ونجوم المغرب
يوسف المغربيمنذ 4 أسابيعتاريخ النشر : 1 يونيو، 2025
صمت الكاف وتجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي: أزمة ثقة بين المؤسسة الأفريقية ونجوم المغرب
يثير موقف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) من إنجازات الدولي المغربي أشرف حكيمي جدلاً واسعاً حول انحياز المؤسسة وتطبيق معايير مزدوجة تجاه النجوم المغاربة والعرب. فبعد التتويج التاريخي لحكيمي مع باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا في مايو 2025، تعرض الكاف لانتقادات حادة بسبب تجاهله الواضح لهذا الإنجاز الاستثنائي، في تناقض صارخ مع تعامله مع إنجازات لاعبين آخرين من القارة الأفريقية.
الإنجاز التاريخي المتجاهل
حقق أشرف حكيمي إنجازاً تاريخياً بقيادة باريس سان جيرمان للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي الفرنسي. المباراة النهائية التي أقيمت في 31 مايو 2025 على ملعب أليانز أرينا في ميونخ، شهدت فوزاً ساحقاً بخماسية نظيفة على إنتر ميلان، حيث سجل حكيمي الهدف الافتتاحي في الدقيقة 12. هذا الإنجاز جعل حكيمي أول لاعب مغربي يسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، كما أصبح أول مغربي يفوز بدوري الأبطال مرتين، بعد فوزه السابق مع ريال مدريد عام 2018.
صمت الكاف وتجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي: أزمة ثقة بين المؤسسة الأفريقية ونجوم المغرب
ورغم هذا الإنجاز الاستثنائي الذي يضع حكيمي في مصاف أعظم اللاعبين الأفارقة في التاريخ، فإن الكاف التزم صمتاً مطبقاً تجاه هذا الحدث التاريخي. الأمر الذي أثار موجة عارمة من الانتقادات والاستياء في الوسط الكروي المغربي والعربي، خاصة في ظل حرص المؤسسة الأفريقية على تهنئة لاعبين آخرين بإنجازات أقل أهمية.
صمت مثير للجدل مقابل تحيز واضح
“تجاهلت” الحسابات الرسمية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي توجيه التهنئة إلى أشرف حكيمي بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا. هذا التجاهل المتعمد تناقض بشكل صارخ مع سلوك الكاف تجاه لاعبين آخرين، حيث هنأ اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم مدافع سان جيرمان الإكوادوري ويليان باتشو، مستعرضاً بعض الأرقام التي حققها في المباراة النهائية. هذا التباين في المعاملة يطرح تساؤلات جدية حول معايير الكاف في التعامل مع إنجازات اللاعبين الأفارقة.
صمت الكاف وتجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي: أزمة ثقة بين المؤسسة الأفريقية ونجوم المغرب
أعربت الجماهير المغربية عن تذمرها إزاء الصمت الذي ساد سلوك الاتحاد الأفريقي تجاه هذا الإنجاز، رغم أن “البروتوكول” المؤسساتي الكروي كان يستوجب توجيه التهنئة للدولي المغربي. الموقف أصبح أكثر إثارة للجدل عندما تم تداول مقارنات مع تعامل اتحادات قارية أخرى مع لاعبيها، مما يبرز التمييز الواضح في سياسة الكاف.
تاريخ من التجاهل والمعايير المزدوجة
لا يعد تجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي حادثة معزولة، بل يندرج ضمن نمط متكرر من التعامل المثير للجدل مع النجوم المغاربة والعرب. في جانفي 2022، تجاهل الكاف هدف حكيمي من ركلة حرة مباشرة ضد الغابون في كأس أمم أفريقيا، ولم يدرجه ضمن قائمة أفضل الأهداف في دور المجموعات. هذا التجاهل أثار سخرية واستغراب الجماهير المغربية التي تساءلت: “هل جاء الهدف من وضعية تسلل؟!”.
الأمر تكرر مع جوائز الكرة الذهبية الأفريقية، حيث واصلت هذه الجائزة مقاطعة نجوم المغرب منذ أن توج بها مصطفى حجي عام 1998. حكيمي نفسه تعرض لخداع مؤسسي عندما أكد أنه تم إيهامه بأنه الفائز بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية لعام 2024، قبل أن تؤول الجائزة للنيجيري أديمولا لوكمان. هذا الموقف المهين دفع حكيمي للقول: “لقد أوهموني أنني الفائز بالجائزة”
صمت الكاف وتجاهل إنجاز حكيمي الأوروبي: أزمة ثقة بين المؤسسة الأفريقية ونجوم المغرب
تحليل المعايير والانحياز المؤسسي
تكشف مراجعة سياسات الكاف في التعامل مع الجوائز والتهاني عن عدم وضوح المعايير المعتمدة. لا يعتمد الاتحاد الأفريقي على معايير واضحة في اختيار لاعب العام أو في توجيه التهاني للإنجازات. هذا الغموض يفتح الباب أمام الشكوك حول وجود معايير مزدوجة تضر بالنجوم العرب والمغاربة على وجه الخصوص.
المحللون الرياضيون يشيرون إلى أن حكيمي “دفع ثمن المعايير المزدوجة التي يعتمد عليها كاف في جوائزه”. هذا الظلم لا يتوقف عند حدود أسود الأطلس بل امتد إلى العديد من النجوم العرب على مدار تاريخ هذه الجائزة. الوضع أصبح أكثر إثارة للجدل عندما تم تجاهل إنجازات استثنائية مثل وصول المغرب للمركز الرابع في كأس العالم 2022، وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب أفريقي من قبل.
ردود الأفعال والانتقادات
انتقد الدولي المغربي السابق زهير فضال عدم تتويج حكيمي بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية، واصفاً الأمر بـ”العار”. هذا الموقف عكس الاستياء العام من طريقة تعامل الكاف مع النجوم المغاربة، وأعاد الحديث مجدداً عن “غموض” وسرية معايير اختيار المتوجين بالجائزة.
الجماهير المغربية لم تكتف بالانتقاد بل لجأت للسخرية من مواقف الكاف المتناقضة. ففي الوقت الذي تجاهل فيه الكاف إنجاز حكيمي الأوروبي، نجده يهنئ اللاعب بمناسبات شخصية مثل عيد ميلاده. هذا التناقض يبرز الطبيعة الانتقائية لسياسات الكاف في التعامل مع اللاعبين المغاربة.
التأثير على المستقبل والتوصيات
يطرح تجاهل الكاف لإنجاز حكيمي تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقة بين المؤسسة الأفريقية والكرة المغربية. هذا السلوك المؤسسي قد يؤثر سلباً على دافعية اللاعبين المغاربة للمشاركة في المسابقات الأفريقية أو السعي لتمثيل القارة في المحافل الدولية. الأمر يتطلب مراجعة جذرية لسياسات الكاف وإرساء معايير واضحة وعادلة في التعامل مع جميع اللاعبين الأفارقة دون تمييز.
من الضروري أن يعيد الكاف النظر في طريقة تعامله مع الإنجازات الفردية والجماعية للاعبين الأفارقة، وأن يضع معايير شفافة لتقدير هذه الإنجازات. كما يجب على المؤسسة الأفريقية أن تدرك أن تجاهل إنجازات بقامة ما حققه حكيمي يضر بمصداقيتها ويقوض دورها كمؤسسة تمثل جميع الأفارقة دون استثناء.
الخاتمة
يعكس موقف الكاف من إنجاز حكيمي أزمة ثقة حقيقية بين المؤسسة الأفريقية والكرة المغربية والعربية بشكل عام. التجاهل المتعمد لإنجاز تاريخي بقامة فوز حكيمي بدوري أبطال أوروبا وتسجيله في النهائي يكشف عن خلل مؤسسي يحتاج لتدخل عاجل. المطلوب اليوم ليس مجرد تهنئة متأخرة، بل إعادة بناء شاملة لسياسات الكاف وضمان العدالة والمساواة في التعامل مع جميع نجوم القارة السمراء. فقط عندها يمكن للكاف أن يستعيد مصداقيته ودوره الحقيقي كراع لكرة القدم الأفريقية.
` محلل رياضي وصحفي متمرس في موقع "انفو سبورت"، يمتلك خبرة 12 عاماً في التحليل الفني والإحصائي للمباريات. متخصص في تحليل الأداء واستخدام التقنيات الحديثة في التحليل الرياضي. مجالات التخصص: • التحليل الفني للمباريات • الإحصائيات الرياضية • تقييم أداء اللاعبين • تحليل التكتيكات الحديثة يقدم تحليلات عميقة معززة بالإحصائيات والأرقام، مع التركيز على الجوانب الفنية والتكتيكية. له إسهامات مميزة في تطوير المحتوى التحليلي للموقع وتقديم رؤى احترافية للقراء
مرحبًا بك عزيزي الزائر،
نتمنى أن تكون بخير وفي أفضل حال.
موقعنا يعمل بجد لتقديم محتوى مفيد وجذاب ومجاني تمامًا للجميع، ونعتمد جزئيًا على الإعلانات في تغطية تكاليف التشغيل والتطوير.
إذا كنت تستخدم برنامج مانع الإعلانات (مثل AdBlock) ، فنحن نطلب منك بلطف تعطيله عند تصفح هذا الموقع ، وذلك من أجل دعمنا والاستمرار في تقديم الأفضل لك وللمستخدمين الآخرين.