تونس تفوز على بوركينا فاسو ودياً وتحصد فوزها الثالث على التوالي

في أجواء حماسية على ملعب حمادي العقربي الأولمبي برادس، حقق منتخب تونس لكرة القدم فوزاً مهماً على ضيفه بوركينا فاسو بنتيجة 2-0، ضمن المباريات الودية الدولية التي تجمع بين الفريقين مساء الإثنين 2 يونيو 2025. الفوز لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل جاء تتويجاً لمسار تصاعدي في أداء المنتخب التونسي، الذي يحصد فوزه الثالث على التوالي، ويعزز ثقة الجماهير والجهاز الفني قبل مواجهات رسمية قادمة.

انطلاق المباراة واستراتيجية الفريقين

انطلقت المباراة في تمام الساعة 6:30 مساءً بتوقيت تونس، وسط حضور جماهيري ملفت في ظل أجواء عائلية وروح رياضية عالية. اعتمد الجهاز الفني التونسي بقيادة سامي الطرابلسي على تشكيلة شابة وحيوية، معطياً فرصاً لعدد من الوجوه الجديدة إلى جانب العناصر الأساسية في المنتخب. من جهتها، جاءت بوركينا فاسو بمجموعة من اللاعبين الذين يحملون خبرة كبيرة في البطولات الأفريقية، مستندة إلى خط وسط قوي واعتداد كبير بالهجمات المرتدة.

الشوط الأول: توازن واضح وفرص متبادلة

سيطر التوازن على مجريات الشوط الأول، حيث حاول كل فريق فرض إيقاعه على الخصم. تونس بدأت بتشكيل 4-3-3، معتمداً على سرعة أجنحته في اختراق الدفاع البوركيني. برز يان فاليري بشكل لافت على الجهة اليمنى، فيما ظهر مونتاسر التلبسي قائداً للخط الدفاعي. من جانبها، لجأت بوركينا فاسو إلى الضغط العالي واعتمدت على سرعة مهاجميها في استغلال الهجمات المرتدة، لكن الدقة في التسديد النهائي غابت عن أدائها.

الشوط الثاني: الثورة الهجومية وثنائية نسور قرطاج

مع بداية الشوط الثاني، زادت وتيرة الضغط التونسي، وبدأت الفرص تتوالى أمام مرمى بوركينا فاسو. في الدقيقة 60، تلقى فراس شواط كرة عرضية من حمدي خضراوي وسددها برأسية متقنة داخل الشباك، ليفتح باب التسجيل للمنتخب التونسي. بعد الهدف الأول، زادت ثقة اللاعبين وبدأت هجماتهم تتوالى. في الدقيقة 90، أنهى حازم مستوري هجمة مرتدة سريعة بتسديدة قوية من داخل المنطقة، ليرفع رصيد تونس إلى هدفين نظيفين، ويؤكد على تفوق الفريق في هذا اللقاء.

تحليل أداء اللاعبين البارزين

• فراس شواط: قدم أداءً متكاملاً، حيث سجل الهدف الأول وشارك بشكل فعال في بناء الهجمات، معبراً عن مهارة كبيرة في الحركة بدون كرة وتغطية المساحات.

• حازم مستوري: أضاف الهدف الثاني، وأظهر قدرة كبيرة في استغلال الفرص، خاصة في اللحظات الحاسمة من المباراة.

• مونتاسر التلبسي: قاد خط الدفاع بحكمة، مع تدخلات ناجحة ودقة عالية في التمريرات الطويلة.

• هيرفي كوفي (حارس بوركينا فاسو): رغم الخسارة، برز بأداء متميز مع عدة تصديات حاسمة، منها تصدي مبهر لركلة حرة مباشرة لوهبي خزري في الدقيقة 70.

انعكاسات الفوز على المسار الاستعدادي لتونس

الفوز على بوركينا فاسو يمثل علامة فارقة في مسيرة المنتخب التونسي، خاصة بعد سجل النتائج السلبية في المواجهات السابقة بين الفريقين في كأس الأمم الأفريقية. هذا الانتصار يعزز من ثقة اللاعبين والجهاز الفني، ويؤكد على نجاح التجربة التكتيكية الجديدة التي ركزت على التمريرات السريعة بين الخطوط والضغط العالي. كما أظهر الفريق تحسناً ملحوظاً في الدقة الهجومية، حيث وصلت نسبة التسديدات على المرمى إلى مستويات عالية مقارنة بالمباريات السابقة.

مستقبل الفريقين والتحديات القادمة

مع هذا الفوز، يتجه المنتخب التونسي نحو مواجهات أكثر صعوبة في التصفيات العالمية وكأس العرب وكأس أمم إفريقيا، حيث سيحتاج إلى الحفاظ على هذا المستوى في الأداء. من جهتها، تبقى بوركينا فاسو فريقاً صعب المراس، لكنها بحاجة إلى تطوير آلية التحول من الدفاع إلى الهجوم، خاصة بعد فقدانها لعدة كرات في المناطق الحيوية خلال المباراة.

الخلاصة

فوز تونس على بوركينا فاسو بنتيجة 2-0 هو أكثر من مجرد نتيجة ودية، بل هو رسالة قوية للفرق المنافسة بأن نسور قرطاج عادوا بقوة، وهم مستعدون لخوض المنافسات القادمة بثقة عالية وعزيمة صلبة. هذا الانتصار يعزز من مكانة المنتخب التونسي في القارة الأفريقية، ويضع علامة استفهام كبيرة أمام كل منافسيه في المرحلة المقبلة.