الفيفا ترفض تغيير الجنسية الرياضية لكريم بنزيما وحلم اللعب مع المنتخب الجزائري يتبخر
في قرار صادم لعشاق كرة القدم الجزائرية ، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رفضه السماح للنجم كريم بنزيمة، أحد أعظم المهاجمين في جيله، بتغيير جنسيته الرياضية لتمثيل المنتخب الجزائري.
وهذا القرار أنهى آمال بنزيمة في ارتداء قميص “محاربي الصحراء” في باقي الأستحقاقات ، تاركاً الجماهير الجزائرية في حالة من الدهشة والإحباط.
- خلفية القضية
كريم بنزيمة صاحب 37 عاماً، وُلد في مدينة ليون الفرنسية لأبوين جزائريين، ونشأ في بيئة تجمع بين الثقافتين الفرنسية والجزائرية.
بعد مسيرة أسطورية مع ريال مدريد والمنتخب الفرنسي، حيث سجل أكثر من 400 هدف وساهم في الفوز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات، فاجأ بنزيمة الجميع بإعلانه في 2024 رغبته في اللعب للمنتخب الجزائري، تكريماً لجذوره ووالديه.
حيث تقدم الاتحاد الجزائري لكرة القدم بطلب رسمي إلى فيفا لتغيير جنسيته الرياضية، مستنداً إلى أصوله الجزائرية وارتباطه العاطفي بالبلاد.
لكن قوانين الفيفا الصارمة وقفت حائلاً أمام هذا الطلب. وفقاً للمادة 7 من لوائح فيفا، لا يمكن للاعب تغيير جنسيته الرياضية إذا كان قد شارك في مباريات رسمية مع منتخب آخر على المستوى الدولي الأول
وسيق لكريم بنزيمة، أن خاض أكثر من 90 مباراة دولية مع فرنسا وسجل فيها 37 هدفاً، كان بالتأكيد غير مؤهل بموجب هذه القوانين، لكن الاتحاد الجزائري حاول استثناءً استناداً إلى إرثه الثقافي.
- قرار الفيفا وتبريراته
في بيان رسمي، أكدت فيفا أن ملف الدولي الفرنسي السابق كريم بنزيمة خضع لتدقيق قانوني شامل ، وأوضحت اللجنة القانونية أن مشاركته الطويلة مع المنتخب الفرنسي، بما في ذلك الفوز بكأس الأمم الأوروبية ودوري الأمم، تجعل تغيير جنسيته الرياضية مستحيلاً بموجب اللوائح الحالية.
وأضافت فيفا: “نحترم رغبة اللاعب في الارتباط بجذوره، لكن القوانين تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار والنزاهة في المنافسات الدولية.”
كما رفضت فيفا الاستثناء المقترح من الاتحاد الجزائري، مشيرة إلى أن منح استثناء لبنزيمة قد يفتح الباب أمام طلبات مماثلة، مما يهدد نظام المنتخبات الوطنية.
- ردود الفعل على قرار الفيفا .
القرار أشعل موجة من الجدل في الأوساط الرياضية الجزائرية والعالمية. الجماهير الجزائرية، التي كانت تحلم برؤية بنزيمة يقود خط هجوم “الخضر”، عبّرت عن غضبها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وسم #بنزيمة_جزائري تصدر الترندات في الجزائر، حيث كتب أحد المشجعين: “كريم ابن الجزائر، فيفا تسرق حلمنا!” فيما دعا آخرون إلى إصلاح قوانين فيفا لتكون أكثر مرونة مع اللاعبين ذوي الأصول المزدوجة.
من جهته، لم يصدر هداف نادي الاتحاد السعودي كريم بنزيمة تعليقاً رسمياً بعد القرار، لكن مصادر مقربة منه أشارت إلى أنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة” لكنه يحترم قرار فيفا.
في الوقت نفسه، أشاد بعض المحللين الرياضيين في فرنسا بالقرار، معتبرين أن السماح لبنزيمة باللعب للجزائر كان سيثير جدلاً حول ولاء اللاعبين في المنتخبات الأوروبية.
- تأثير القرار على باقي اللاعبين.
هذا القرار يعيد فتح النقاش حول قوانين تغيير الجنسية الرياضية في كرة القدم، خاصة في ظل العولمة وزيادة عدد اللاعبين ذوي الهويات المزدوجة.
وبالنسبة للمنتخب الجزائري، يعني القرار استمرار الاعتماد على المواهب المحلية واللاعبين الشباب، بينما يواصل بنزيمة مسيرته مع ناديه الحالي، الاتحاد السعودي، حيث يواصل التألق.
في النهاية، تبقى قصة كريم بنزيمة والمنتخب الجزائري رمزاً للتحديات التي تواجه اللاعبين في التوفيق بين هوياتهم الثقافية والرياضية، في عالم تسيطر عليه قوانين صلبة وتطلعات جماهيرية كبيرة.
