ريان شرقي يخون الوعود للمنتخب الجزائري ويختار تمثيل منتخب فرنسا رسميا

ريان شرقي نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، أثار موجة من الجدل ، وذلك بعد قراره النهائي بتمثيل المنتخب الفرنسي على حساب منتخب الجزائر بلد أصوله .
في خطوة وُصفت بأنها “خيانة” لوعود سابقة التي أُثيرت حول إمكانية انضمامه لـ”الخضر”. هذا القرار، الذي أُعلن عنه مؤخرًا، أثار انقسامًا بين الجماهير الجزائرية وأحيا نقاشات حول الهوية والولاء في عالم كرة القدم.
  • خلفية القرار
ريان شرقي صاحب 21 عامًا، والذي يمتلك أصولاً جزائرية من والدته وإيطالية من جهة والده، إلى جانب جنسيته الفرنسية التي اكتسبها بمولده في مدينة ليون.
وهذا التنوع في الأصول جعله محط أنظار ثلاثة منتخبات وطنية: فرنسا، الجزائر، وإيطاليا ، وعلى مدى سنوات وهو يلعب على الوثر الحساس للخضر .
حيث حاول الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بقيادة رئيسه وليد صادي ومدربه فلاديمير بيتكوفيتش وقبله جمال بلماضي ، بعدما حاولو إقناعه باللاعب لصفوف “محاربي الصحراء”.
ووفقًا لتقارير صحفية سابقة ، قدم الاتحاد الجزائري لكرة القدم مقترحات مغرية لريان شرقي منذ قرابة عام، لكنه أبقى الباب مفتوحًا بتلمحيات كاذبة دون حسم واضح.

في الوقت ذاته، كان شرقي يطمح للعب مع المنتخب الفرنسي الأول، حيث شارك سابقًا مع منتخبات الشباب الفرنسية وحقق الميدالية الفضية في أولمبياد باريس 2024. تألقه المستمر مع ليون، حيث سجل 12 هدفًا وصنع 20 تمريرة حاسمة في 44 مباراة خلال موسم 2024-2025، عزز من آماله في استدعاء من المدرب ديدييه ديشامب.

  • استغلال الجزائر كورقة ضغط؟
وتقارير إعلامية نشرت أبرزها صحيفة “ليكيب” وإذاعة “RMC”، التي أشارت إلى أن شرقي استخدم اهتمام الاتحاد الجزائري كوسيلة ضغط لتحقيق حلمه باللعب مع فرنسا.
وذلك وفقًا لـما ذكرته صحيفة “ليكيب”، كان شرقي في فترة سابقة مهتمًا بفكرة تمثيل الجزائر، لكن تطور أدائه خلال الموسم الماضي جعله يعتقد أن فرنسا هي الخيار الأفضل لمسيرته، نظرًا للمنافسة القوية في البطولات الدولية الكبرى.
كما نقلت تقارير صحفية أن شرقي تواصل مع جيرالد باتيكل، مدرب منتخب فرنسا للآمال، مؤكدًا رغبته في الانضمام للمنتخب الأول، مهددًا بتغيير وجهته نحو الجزائر إذا لم يُستدعَ.

هذا السلوك أثار استياء البعض في الأوساط الجزائرية، حيث اعتبر البعض أن شرقي استخدم اسم الجزائر كأداة للضغط على الاتحاد الفرنسي، مما دفع الناطق الرسمي للاتحاد الجزائري، سعيد فلاك، إلى التأكيد أن الكرة كانت في ملعب اللاعب، لكنه اختار فرنسا في النهاية.
وفي منشور على نشر منصة “إكس”، عبر أحد المستخدمين عن خيبة أمله، قائلاً: “الإشكال الحقيقي يكمن في استغلاله لإسم الجزائر كورقة ضغط”.

  • رد فعل ديشامب والإعلام الفرنسي .
من جهته، نفى ديدييه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، أن يكون استدعاء شرقي لتشكيلة المنتخب الأول في دوري الأمم الأوروبية جاء لمنعه من اللعب للجزائر.
وأكد ديشامب في تصريحات نقلتها “الجزيرة نت” أنه ثم أختياره بناءًا على احتياجات المنتخب وليس لأغراض تكتيكية، مشددًا على أن حرية اللاعب في اختيار المنتخب الوطني هي أولوية ، وقال: “عندما أختار لاعبًا يتمتع بحرية اختيار منتخب وطني آخر، أختاره لأنني أحتاجه، وليس لمنعه من القيام بشيء آخر”.

الإعلام الفرنسي، بدوره، احتفى بقرار شرقي، حيث أشارت منشورات على منصة “إكس” إلى فرحة اللاعب عند استدعائه للمنتخب الفرنسي، واصفة إياه بأنه “كأنه تُوّج بكأس العالم”. في المقابل، عبرت منشورات أخرى عن خيبة أمل الجماهير الجزائرية، معتبرة أن اختيار شرقي خسارة كبيرة للمنتخب الجزائري، خاصة مع موهبته الاستثنائية.
  • ردود الفعل في الجزائر
في الجزائر، تباينت الآراء حول قرار شرقي. البعض، مثل الصحفي نبيل جليت، أشار إلى أن اللاعب كان قريبًا من تمثيل الجزائر في سبتمبر الماضي، لكنه ربط قراره بمسيرته المهنية، معتبرًا أن دوره في المنتخب الفرنسي قد لا يكون بنفس الأهمية التي سيكون عليها مع الجزائر. آخرون، مثل المتحدث باسم الاتحاد الجزائري، أكدوا أن الاتحاد قدم كل ما يلزم لإقناع شرقي، لكن القرار النهائي كان للاعب.

في الجانب الآخر رأى البعض أن شرقي اتخذ قرارًا منطقيًا يتماشى مع طموحاته الرياضية، خاصة مع المنافسة الشرسة في المنتخب الفرنسي، الذي يضم نجومًا عالميين، مما يعكس ثقته بقدراته. ومع ذلك، أثارت تصريحاته السابقة عن ارتباطه العاطفي بالجزائر، مثل رغبته في زيارة مدينة بسكرة، جدلاً إضافيًا حول نواياه الحقيقية.

  • تأثير القرار على المنتخب الجزائري
خسارة شرقي تُعد ضربة لمشروع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يسعى لتعزيز صفوف المنتخب الجزائري بمواهب شابة استعدادًا لكأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2026.
وريان شرقي يعتبر موهبة متميزة بأسلوبه الهجومي، وكان من المتوقع أن يقدم إضافة كبيرة لـ”الخضر”، خاصة في ظل وجود نجوم مثل رياض محرز وسعيد بن رحمة.
ومع ذلك، يبقى المنتخب الجزائري قادرًا على التعويض من خلال مواهب أخرى، مثل بدر الدين بوعناني وأمين غويري، الذين اختاروا تمثيل الجزائر سابقًا.

وقرار ريان شرقي باختيار المنتخب الفرنسي يعكس تعقيدات قرارات اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة في عالم كرة القدم.
بين طموحات رياضية مشروعة وانتماءات عاطفية، اختار شرقي المسار الذي يراه الأنسب لمسيرته ، ورغم الخيبة التي شعر بها البعض في الجزائر، فإن حرية اللاعب في اختيار منتخبه تبقى حقًا أصيلاً.
ويبقى السؤال: هل سيثبت شرقي أن قراره كان صائبًا بتحقيق نجاحات مع “الديوك”، أم أن الجزائر ستظل وجهة محتملة في المستقبل إذا لم يحقق طموحاته؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.

عزالدين شمالي

صحفي رياضي متميز في موقع "انفو سبورت"، يتمتع بخبرة 15 عاماً في تغطية الأحداث الرياضية المحلية والعالمية. متخصص في تحليل مباريات كرة القدم والتقارير الاحترافية عن الدوريات العالمية. مجالات التخصص: - تحليل المباريات وتقييم الأداء - متابعة انتقالات اللاعبين والصفقات - تغطية الدوريات الأوروبية الكبرى - تحليل تكتيكات المدربين عضو في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، قام بتغطية العديد من البطولات العالمية والمحلية. يتميز بتقديم تحليلات عميقة وقراءات فنية دقيقة للمباريات والأحداث الرياضية. المزيد »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share to...
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحبًا بك عزيزي الزائر، نتمنى أن تكون بخير وفي أفضل حال.

موقعنا يعمل بجد لتقديم محتوى مفيد وجذاب ومجاني تمامًا للجميع، ونعتمد جزئيًا على الإعلانات في تغطية تكاليف التشغيل والتطوير. إذا كنت تستخدم برنامج مانع الإعلانات (مثل AdBlock) ، فنحن نطلب منك بلطف تعطيله عند تصفح هذا الموقع ، وذلك من أجل دعمنا والاستمرار في تقديم الأفضل لك وللمستخدمين الآخرين.