إلياس زيدان بين تركة الأب الأسطوري وإغراءات المنتخب الجزائري نحو كأس العالم 2026

إلياس زيدان: بين تركة الأب الأسطوري وإغراءات المنتخب الجزائري نحو 2026 .
في عالم كرة القدم الذي يعج بالقصص العائلية والانتقالات الدولية، يبرز اسم إلياس زيدان كواحد من أكثر اللاعبين إثارة للجدل في التصفيات الأفريقية لكأس العالم 2026.
النجل الأصغر للأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، الذي قاد “التريكولور” إلى لقب المونديال 1998، يواجه اليوم خياراً قد يغير مسيرته: التمثيل الدولي للمنتخب الجزائري بدلاً من فرنسا، خاصة بعد تأهل “الخضر” الرسمي إلى النهائيات المقبلة في أمريكا الشمالية.
إلياس، البالغ من العمر 19 عاماً، يلعب حالياً كمدافع أيسر في فريق الاحتياطي (بيتيس ديبورتيفو) في الثالث.
ونشأ في أكاديمية الشهيرة، حيث تلقى تدريباته الأولى إلى جانب إخوته الأكبر سنًا: إنزو، لوكا، وثيو. لكن على عكس إخوته، الذين شهدوا مسيرة مهنية متقلبة، يُعتبر إلياس “الجوهرة” الجديدة في عائلة زيدان، بفضل طول قامته وقدراته الدفاعية الاستثنائية.
وفي الشهر الماضي، شارك في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً في تشيلي، حيث ساهم في وصول فرنسا إلى نصف النهائي، مسجلاً هدفين مع المنتخب الفرنسي للناشئين، بما في ذلك هدف في أولى مبارياته الدولية.
ومع ذلك، يظل إلياس مؤهلاً لتمثيل الجزائر، بفضل أصول والده الجزائرية من منطقة القبائل في بجاية ، هذا الخيار ليس جديداً على عائلة زيدان؛ فقد سبقه أخوه الأكبر لوكا، حارس المرمى البالغ 27 عاماً، الذي غير جنسيته الرياضية في سبتمبر الماضي بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وانضم لوكا إلى معسكر المنتخب الجزائري لتصفيات كأس العالم، وظهر أساسياً في مباراة أوغندا الأخيرة (فوز 2-1)، مساهماً في تأهل الجزائر بـ22 نقطة في صدارة مجموعتها.
و”أنا فخور بتمثيل الجزائر، وأعطي كل شيء لجعل الشعب سعيداً”، قال لوكا بعد المباراة، في تصريح عكس شعوره بالانتماء إلى جذوره.
وجذور عائلية وإغراءات “الخضر”تأتي هذه القصة في سياق حملة الاتحاد الجزائري لكرة القدم (FAF) لجذب المواهب الجزائرية في الشتات، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وستشهد مشاركة 48 منتخباً لأول مرة.
الجزائر، التي غابت عن المونديال منذ 2014، أحرزت التأهل بفوزها الكبير 3-0 على الصومال في 9 أكتوبر، مما يجعلها المنتخب العربي الخامس في النهائيات (إلى جانب المغرب، تونس، مصر، والأردن).
الاتحاد يرى في إلياس لاعباً مثالياً لتعزيز خط الدفاع، حيث يعاني المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش من نقص في الشباب الموهوبين.
في منشور على إنستغرام مؤخراً، نشر إلياس صورة لأخيه لوكا في زي المنتخب الجزائري، مع تعليق: “كل التوفيق لأخي في بلده الجزائر”، مما أثار تكهنات واسعة بين الجماهير ، التي رأت في الصورة إشارة إيجابية نحو الانضمام. 

تحديات وآفاق مستقبلية رغم الإغراءات، يبقى الطريق أمام إلياس معقداً ، قوانين الفيفا تسمح بتغيير الجنسية الرياضية إذا لم يلعب اللاعب في مباريات تنافسية كاملة مع المنتخب الأول، وإلياس لم يتجاوز بعد الفئات الشابة مع فرنسا.
أخوه ثيو، البالغ 22 عاماً، يلعب في ريال بيتيس الأول ويرفض الجزائر مؤقتاً، متمسكاً بحلمه الفرنسي ، أما إنزو، الأكبر، فقد اعتزل بعد فشل في الاحتراف.
إذا اختار إلياس الجزائر، فقد يصبح جزءاً من جيل ذهبي يقوده رياض محرز وأمين جويري، مع فرصة للمشاركة في كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب.
والاتحاد الجزائري يتابع اللاعب عن كثب، وفقاً لتقارير “فوت أفريكا”، معتبراً أنه “وريث مشروع لأبيه”. في الوقت نفسه، يستمر إلياس في تألقه مع بيتيس، حيث فاز فريقه 1-0 على بيتيس ديبورتيفو في مباراة ودية، مما يعزز من قيمته السوقية.
ومع اقتراب قرعة كأس العالم في 5 ديسمبر المقبل بوشنطن، يترقب الجماهير قرار إلياس ، هل سيكرر خطى لوكا، أم سيبقى مخلصاً لفرنسا؟ في عائلة زيدان، حيث التركة ثقيلة، يبدو أن الجذور الجزائرية تكتسب قوة متزايدة، محولة القصة من مجرد إرث إلى رحلة انتماء حقيقية.

Azzdine chamali

صحفي رياضي مرموق في أنفو سبورت ، يتمتع بخبرة 15 عامًا في تغطية الأحداث الرياضية المحلية والدولية. متخصص في تحليل مباريات كرة القدم، ويقدم تقارير احترافية عن البطولات الدولية. تشمل مجالات خبرته تحليل المباريات وتقييم الأداء، ومتابعة انتقالات اللاعبين، وتغطية الدوريات الأوروبية الكبرى، وتحليل تكتيكات المدربين. وهو عضو في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وقد غطى العديد من البطولات الدولية والمحلية. يُعرف بتحليلاته المعمقة ودقتها في تحليل المباريات والأحداث الرياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share to...