حفيظ دراجي بعد صمت طويل يخرج بهذا تصريح الغير متوقع عن تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس العالم

حفيظ دراجي: بعد صمت طويل.. تصريح إيجابي غير متوقع يبارك إنجاز “أسود الأطلس الصغار .

في لحظة تاريخية شهدتها كرة القدم الإفريقية، توج المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بلقب للشباب في تشيلي، بعد فوزه المثير بنتيجة 2-0 على الأرجنتين في النهائي يوم الأحد الماضي.
وهذا الإنجاز، الذي يُعد الأول من نوعه لمنتخب مغربي في هذه الفئة، أثار موجة من الفرح الوطني والإعجاب الدولي، لكنه أيضًا أبرز جانبًا غير متوقع من شخصية معروفة بمواقفها النقدية الحادة تجاه .
المعلق الرياضي الجزائري الشهير حفيظ دراجي، والذي يُعرف بتعليقاته اللاذعة وتصريحاته المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالمنافسة المغاربية، كان قد دخل في صمت إعلامي نسبي خلال الأشهر الأخيرة، ربما بسبب ضجة تصريحات سابقة حول تنظيم كأس العالم 2030 أو خلافات قديمة مع الوسط الرياضي المغربي.
لكن مع انتهاء النهائي في تشيلي، خرج دراجي عن صمته بهذا التصريح الإيجابي غير المتوقع، الذي نشره عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، مُباركًا الإنجاز المغربي بكلمات دافئة لم يتوقعها الكثيرون.

التصريح الكامل الذي هز الوسط الرياضي في تدوينة قصيرة لكنها مؤثرة، كتب دراجي:

“ألف مبروك لصغار أسود المغرب على تتويجهم المستحق بلقب لأقل من 20 سنة، بعد فوزهم بثنائية على الأرجنتين في النهائي، وإطاحتهم من قبل بالبرازيل وإسبانيا وفرنسا. هذا التتويج جاء ثمرةً للتحولات الكبيرة التي تشهدها منذ بلوغ المنتخب الأول نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر.
وإضاف ألف مبروك لثاني منتخب إفريقي يتوج باللقب بعد غانا ، رغم أنه خطأ في تقدير حيث سبقه منتخبين أفريقيين هما غانا ونيجيريا ”
تصريحاته التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت تفاعلات متباينة ، من جهة، أشادت بها الجماهير المغربية كدليل على “روح رياضية نبيلة”، ووصفها البعض بـ”التغيير الإيجابي في موقف دراجي”.
ومن جهة أخرى، سخر بعض المتابعين الجزائريين منها، معتبرين إياها “تنازلاً غير مبرر”، خاصة بعد سلسلة من التصريحات السابقة التي وصف فيها دراجي الإنجازات المغربية بـ”الصدفة” أو “الدعم الخارجي”.
من هو حفيظ دراجي؟
خلفية الرجل الذي “غير لهجته”حفيظ دراجي (مواليد 1969 في الجزائر)، هو أحد أبرز المعلقين الرياضيين في العالم العربي، ويعمل حاليًا مع قنوات “بي إن سبورتس” القطرية. بدأ مسيرته في التسعينيات كصحفي رياضي في الجزائر، ثم انتقل إلى الإعلام التلفزيوني، حيث اشتهر بأسلوبه الدرامي والمثير في التعليق على مباريات والإسباني، وكذلك البطولات الإفريقية والعالمية.
لكنه أيضًا اشتهر بتصريحاته السياسية رياضية، التي غالبًا ما تثير الجدل، مثل انتقاده الشديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم، أو تعليقه على التوترات المغاربية في الرياضة.
 وخلال السنوات الأخيرة، دخل دراجي في صراعات علنية مع الوسط المغربي، خاصة بعد تصريحاته حول ترتيب نهائي كأس العالم 2030، حيث اتهم المغرب بـ”الانضمام المتأخر” إلى ملف إسبانيا والبرتغال، وهو ما نفت الجهات الرسمية المغربية.
وكما سبق له في 2017 أن أثار غضب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتوقعات خاطئة حول تنظيم بطولات إفريقية.
وهذه المواقف جعلت صمته خلال بطولة كأس العالم تحت 20 سنة أمرًا ملحوظًا، خاصة مع التقدم المذهل للمنتخب المغربي، الذي أطاح بأقوى المنتخبات مثل البرازيل (2-1 في دور المجموعات)، إسبانيا (2-0)، فرنسا (بركلات الترجيح في نصف النهائي)، قبل حسم النهائي أمام الأرجنتين بهدفين نظيفين.
لماذا يُعتبر هذا التصريح “غير متوقع”؟
في سياق التوترات الرياضية المغاربية، التي شهدت تصعيدًا خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، كان من المتوقع أن يتجاهل دراجي الإنجاز المغربي تمامًا، أو يعلق عليه بسخرية خفيفة.
لكن اختياره التركيز على “التحولات الكبيرة” في الكرة المغربية، وربطها بإنجاز المنتخب الأول في قطر 2022، يُعد تحولاً ملحوظًا.
وكما أن الإشارة إلى غانا كـ”الأولى الإفريقية” في التتويج (عام 2009)، وجعل المغرب “الثانية”، تعكس اعترافًا بقيمة الإنجاز الإفريقي ككل، بعيدًا عن الخلافات الشخصية أو الوطنية.
وفقًا لموقع “أنفو سبورت”، الذي نقل التدوينة، فإن دراجي أكد في تعليق لاحق على فيسبوك أن “الرياضة تجمع أكثر مما تفرق”، مشيرًا إلى أن هذا التصريح “شخصي وغير مرتبط بأي ضغوط”.
وهذا الجانب الإنساني أضاف لمسة إيجابية للقصة، وسط حملات على وسائل التواصل تطالب بـ”حوار مغاربي رياضي” بعد هذا الإنجاز.
ردود الفعل: من الفرح إلى السخرية

  • في المغرب: انفجر المتابعون بالثناء، مع هاشتاغ #دراجي_مبروك يتصدر “إكس” المغربي. كتب أحد الجماهير: “أخيرًا اعتراف من الجار الشمالي بقوتنا!”.
  • في الجزائر: اختلط الأمر بين التهاني للإنجاز الإفريقي والسخرية، حيث علق معلق جزائري آخر: “دراجي يصبح مغربيًا ليوم واحد؟”.
  • دوليًا: أشادت وسائل إعلام إفريقية مثل “فوت أفريكا” بالتصريح كـ”دليل على نضج الإعلام الرياضي العربي”.

مستقبل الكرة المغربية:

هل يستمر الزخم؟هذا التتويج ليس مجرد لقب، بل تأكيد على النهج الاستراتيجي الذي اعتمدته الجامعة الملكية لكرة القدم تحت قيادة فوزي لقجع، مع التركيز على الفئات الشابة بعد نجاح قطر 2022. اللاعبون مثل يانيس بنشاوش (حارس المرمى الذي غاب مصابًا في النهائي لكنه ساهم في الشباك النظيفة السابقة) وياسر زبيري (هداف البطولة بـ4 أهداف) أصبحوا رموزًا جديدة، ومن المتوقع أن ينضموا قريبًا إلى المنتخب الأول.
أما دراجي، فقد أعاد تصريحه إشعال النقاش حول دور الإعلام في تعزيز الروابط الرياضية ، هل هذا بداية لعهد جديد من الإيجابية، أم مجرد لحظة عابرة؟
الوقت وحده سيجيب، لكن في الوقت الحالي، يبقى التركيز على “صغار أسود الأطلس” الذين كتبوا التاريخ بلغة الكرة، بعيدًا عن التصريحات. ألف مبروك، المغرب!

Azzdine chamali

صحفي رياضي مرموق في أنفو سبورت ، يتمتع بخبرة 15 عامًا في تغطية الأحداث الرياضية المحلية والدولية. متخصص في تحليل مباريات كرة القدم، ويقدم تقارير احترافية عن البطولات الدولية. تشمل مجالات خبرته تحليل المباريات وتقييم الأداء، ومتابعة انتقالات اللاعبين، وتغطية الدوريات الأوروبية الكبرى، وتحليل تكتيكات المدربين. وهو عضو في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وقد غطى العديد من البطولات الدولية والمحلية. يُعرف بتحليلاته المعمقة ودقتها في تحليل المباريات والأحداث الرياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share to...