محمد وهبي يكشف عن وجهته المقبلة بعد تتويجه بكأس العالم

لم يتبع إنجازه التاريخي في قيادة المنتخب المغربي تحت 20 سنة إلى لقب كأس العالم بالتشيلي سوى موجة من العروض الاستثمارية الدولية.
وكشف المدرب محمد وهبي، صانع “معجزة أشبال الأطلس”، عن تلقيه “عديد العروض المغرية” من منتخبات عربية وأوروبية، بالإضافة إلى اهتمام كبير من أندية أوروبية ومنتخبات أمريكية جنوبية، في سياق يعكس الطلب المتزايد على خبرته بعد فوزه التاريخي 2-0 على الأرجنتين في النهائي يوم 20 أكتوبر الماضي.
هذا الإنجاز، الذي جعل المغرب أول منتخب عربي يتوج بالبطولة، أضاء مسيرة وهبي البالغة 49 عامًا، وأثار تساؤلات حول وجهته المقبلة بين الالتزام الوطني أو الإغراءات الخارجية.
جذور النجاح: من أكاديمية أندرلخت إلى قمة العالمولد محمد وهبي في 7 سبتمبر 1976 بمدينة بروكسل البلجيكية، من أصول مغربية، ليحمل هوية مزدوجة تجمع بين الدقة الأوروبية والشغف الأطلسي.
ولم يكن لاعبًا محترفًا، بل بدأ مسيرته كمدرس في مدرسة شارل بولس، قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب عبر أكاديمية أندرلخت، حيث قضى 17 عامًا (2004-2021) مشرفًا على الفئات الشابة، وساهم في صناعة نجوم بلجيكيين مثل يوري تيليمانس، روميلو لوكاكو، وجيريمي دوكو.
يُشبه وهبي في مساره البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي نجح دون خلفية لاعبة كبيرة، لكنه رسم طريقًا مغربيًا فريدًا.في مارس 2022، التحق بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF) لقيادة المنتخب تحت 20 سنة، خلفًا لعبد الله الإدريسي.
حقق إنجازات متتالية: التتويج ببطولة شمال إفريقيا 2024، الوصافة في كأس الأمم الإفريقية تحت 20 سنة بمصر 2025 (خسارة 0-1 أمام جنوب أفريقيا)، والتأهل إلى كأس العالم بالتشيلي، حيث أطاح بمنتخبات عملاقة مثل إسبانيا (2-0)، البرازيل (2-1)، فرنسا (5-4 بركلات الترجيح)، والأرجنتين في النهائي.
وهذا الإنجاز جعله ثالث مدرب مغربي يصل إلى نصف نهائي بطولة عالمية فيفا، بعد وليد الركراكي في مونديال قطر 2022 وفتحي جمال عام 2004.
العروض المغرية: من الخليج إلى أمريكا الجنوبيةفي تصريح حصري لـ”le360 سبور”، أكد وهبي: “تلقيت عروضًا مغرية من أندية ومنتخبات عربية وأوروبية، وسأحسم قراري قريبًا”.
وفقًا لمصادر داخل الجامعة، تشمل هذه العروض:
- منتخبات عربية: اهتمام من الاتحاد السعودي للكرة، الذي يبحث عن مدرب لفئات الشباب، بالإضافة إلى عروض من مصر والإمارات لقيادة منتخبات وطنية أو أكاديميات.
- منتخبات أوروبية: اتصالات من بلجيكا (نادي أندرلخت نفسه) وهولندا لتدريب فئات سنية متقدمة، مع تركيز على فلسفته في تكوين المواهب.
- أمريكا الجنوبية: عروض من الأرجنتين، حيث أعجب مسؤولو الاتحاد الأرجنتيني بأدائه أمام منتخبهم، بالإضافة إلى البرازيل التي ترى فيه نموذجًا لتطوير الشباب بعد هزيمتهم.
- أندية أوروبية: أبدت أندية مثل أياكس أمستردام وبرشلونة B رغبتها في تعاقد معه كمدرب للفرق الاحتياطية، مستفيدة من خبرته في أكاديميات أوروبية.
هذه العروض تأتي في وقت يفكر فيه وهبي في “بناء جسر نحو المنتخب الأول”، خاصة مع كأس العالم 2030 التي يستضيفها المغرب.
ومع ذلك، أثار إقالته المفاجئة من المنتخب تحت 20 سنة جدلاً، رغم الإنجاز، حيث يُعتبر الآن مرشحًا للمنتخب الأولمبي (تحت 23 سنة) استعدادًا لأولمبياد 2028 بلوس أنجلوس.
ردود الفعل: فخر وطني ومخاوف من “الهجرة”أثار الكشف موجة من التفاعل على وسائل التواصل، حيث وصف رئيس الجامعة فوزي لقجع وهبي بـ”صانع الأجيال”، مشددًا على “الحفاظ على الكفاءات الوطنية”.
وكما أشاد الإعلام العالمي، مثل “العين الرياضية”، به كـ”مورينيو عربي”، معتبرًا إنجازه خطوة نحو تعزيز مكانة المغرب كقوة شبابية.
من جانبه، قال وهبي في تصريح لميدي أن تيفي قال “المنتخب يملك شخصية قوية، وهدفنا إسعاد المغاربة، لكن الفرص الدولية تفتح آفاقًا جديدة” وإضاف أن الآن في أجازة وبعد عودة للمغرب سأدرس العروض وسأختار الأفضل ، بالإضافة إلى عرض الآخر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتدريب المنتخب الأولمبي .
ومع ذلك، يخشى البعض من “خسران” وهبي لصالح الخارج، خاصة بعد نجاحات المنتخبات النسوية والرجالية في 2025.
الخبراء يرون أن هذه العروض تعكس نجاح رؤية الملك محمد السادس في تطوير الكرة الشبابية، لكنها تفرض تحديًا على الجامعة للاحتفاظ بنجومها.
نظرة مستقبلية: بين الالتزام الوطني والإغراء العالمي في الختام، يقف محمد وهبي أمام مفترق طرق: الاستمرار في بناء المستقبل المغربي، أو الانطلاق نحو مغامرة دولية.
وكما قال بعد النهائي: “هذه الخسارة ليست نهاية، بل بداية لمسيرة أكبر”. سواء بقي أو غادر، فإن وهبي أصبح رمزًا للكفاءة المغربية، ودليلاً على أن النجاح لا يحتاج إلى مسيرة لاعبة، بل إلى رؤية وإصرار.
وسنحسم قريبًا، لكن التاريخ يؤكد أن “أشبال الأطلس” لن ينسون صانعهم.



