في أداء يُضاف إلى سجله الحافل بالإنجازات، واصل النجم الصربي نوفاك دجوكوفيتش تفوقه في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس “رولان غاروس”، حيث تأهل إلى الدور الثالث بعد فوزين متتاليين دون خسارة أي مجموعة. جاءت انتصاراته في إطار مساعيه لتعزيز رقمه القياسي في عدد الألقاب الكبرى، والذي يقف حالياً عند 24 لقباً، بينما يطمح لرفع الرقم إلى 25 خلال النسخة الحالية من البطولة.

الفوز الأول على ماكدونالدز وتكريس السجل التاريخي

بداية مشوار دجوكوفيتش في البطولة كانت قوية، حيث تغلب على الأمريكي ماكنزي ماكدونالدز في الدور الأول بنتيجة 6-3، 6-3، 6-3 خلال ساعة و58 دقيقة فقط. بهذا الفوز، حافظ دجوكوفيتش على سجله الخالي من الهزائم في مباريات الدور الأول بالبطولة منذ عام 2010، حيث لم يخسر أي مجموعة خلال 21 مباراة افتتاحية متتالية. أعرب دجوكوفيتش عن سعادته بالأداء، مشيراً إلى الذكريات العاطفية المرتبطة بملعب رولان غاروس بعد فوزه بالميدالية الذهبية الأولمبية هناك عام 2024.

التحدي الثاني أمام موتيه والصمود في المباراة المركبة

في الدور الثاني، واجه دجوكوفيتش اختباراً أصعب أمام الفرنسي ككورنتين موتيه، المصنف 73 عالمياً، على ملعب سوزان لينغلين. على الرغم من الدعم الجماهيري الكبير للمنافس المحلي، سيطر دجوكوفيتش على المباراة من البداية، ليتفوق بنتيجة 6-3، 6-2، 7-6(1) خلال ثلاث ساعات وخمس دقائق. شهدت المجموعة الثالثة تصعيداً من موتيه، الذي كسر إرسال دجوكوفيتش لتتقدم 4-2، لكن الصربي أعاد التوازن بسرعة وحسم الشوط الفاصل ببراعة. تطلب الأمر تدخلاً طبياً لعلاج بثرة في قدمه اليسرى، لكن ذلك لم يؤثر على تركيزه.

السياق التاريخي والإحصائيات

يُعد هذا التأهل العشرين لدجوكوفيتش إلى الدور الثالث في رولان غاروس، ليكون ثاني لاعب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز في بطولة كبرى بعد روجر فيدرر (21 مرة في أستراليا المفتوحة). كما يعزز فوزه الأخير سجله ضد اللاعبين الفرنسيين على الملاعب الترابية، حيث لم يخسر أمام أي منهم منذ عام 2010. من الجدير بالذكر أن دجوكوفيتش دخل البطولة وهو يحمل لقبه المئة في المسيرة، بعد تتويجه في بطولة جنيف المفتوحة قبل أيام فقط، مما منحه دفعة معنوية قوية.

الطموحات المستقبلية والمنافسة على اللقب

مع تأهله إلى الدور الثالث، سيُواجه دجوكوفيتش الفائز من مباراة دينيس شابوفالوف وفيليب ميسوليتش. يُنظر إلى المسار الحالي للنجم الصربي كفرصة ذهبية لتعويض غياب الألقاب هذا الموسم، خاصة بعد خسارته في نهائيات ميامي ومونت كارلو مدريد. يُذكر أن دجوكوفيتش يحتاج إلى الفوز بلقب رولان غاروس ليعادل رقم الأسترالية مارغريت كورت (24 لقباً كبيراً)، ويُصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بكل البطولات الأربع الكبرى ثلاث مرات على الأقل.

ردود الفعل والتعليقات

عقب المباراة، أعرب دجوكوفيتش عن ثقته المتزايدة: “قبل جنيف، لم أكن واثقاً تماماً، لكن الفوز باللقب المئة أعطاني دفعة كبيرة”. من جهته، أشاد موتيه ببراعة خصمه، قائلاً: “نوفاك يُظهر دائماً لماذا هو الأفضل في التاريخ، خاصة في اللحظات الحاسمة”.

الخلاصة

بفوزيه الأخيرين، يؤكد نوفاك دجوكوفيتش أنه ما يزال قوة كبرى لا يُستهان بها في عالم التنس، رغم بلوغه 38 عاماً. مع اقتراب المزيد من الأدوار الحاسمة، تظل عيناه على الهدف الأكبر: رفع لقبه الخامس والعشرين في البطولات الكبرى، وتثبيت إرثه كأعظم لاعب في تاريخ الرياضة