من من هو مروان السنادي سيرة ذاتية ويكيبيديا
مروان سنادي: سيرة ذاتية شاملة لموهبة كروية مغربية

تعد قصة مروان سنادي من القصص الملهمة في عالم كرة القدم، حيث تمكن هذا اللاعب المغربي من تخطي العديد من الصعاب ليصبح أول لاعب مغربي يرتدي قميص نادي أتلتيك بلباو العريق. يقدم هذا التقرير سيرة ذاتية شاملة عن مروان سنادي، متناولاً نشأته، مسيرته الكروية، خصائصه الفنية، وطموحاته المستقبلية.
النشأة والطفولة
ولد مروان سنادي هاروش في 1 فبراير 2001 في مدينة فيتوريا-غاستيز في إقليم الباسك شمال إسبانيا، لأبوين مغربيين هاجرا إلى إسبانيا في شبابهما. يبلغ طوله 192 سم، ويحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية.
واجه مروان طفولة صعبة ومعقدة، حيث عانى من الرفض في عدة مناسبات بسبب كونه ابناً للمهاجرين. كما ذكر في مقابلة مع صحيفة “إل كوريو”: “كنت أنا وإخوتي الوحيدين من خارج مدرستي (إيكاستولا). شعرت دائماً بالرفض من الآخرين ولم يكن لي أصدقاء. لذلك، وجدت في كرة القدم ما لم أكن أملكه في حياتي. كانت كرة القدم بالنسبة لي بمثابة جواز سفر”.
أضاف سنادي قائلاً: “لا أعرف أين كنت سأصل لو لم تكن لدي كرة القدم. معها شعرت أنني أتمتع بالاعتراف والمودة التي لم أكن أملكها في حياتي”. هذه التجربة القاسية شكلت شخصيته وعززت إصراره على النجاح في مجال كرة القدم.
الارتباط بالهوية المغربية
رغم أن مروان سنادي ولد ونشأ في إقليم الباسك وقضى به كل سنوات عمره، إلا أنه يحمل الجنسية المغربية بالإضافة إلى الإسبانية، وكثيراً ما يعبر عن ارتباطه بالمغرب من خلال طقوس حياته اليومية التي يقضيها رفقة عائلته. هذا الارتباط القوي بجذوره جعله يختار تمثيل المنتخب المغربي على الصعيد الدولي.
المسيرة الكروية
البدايات المتواضعة
بدأت مسيرة سنادي الرياضية في الأندية التكوينية مثل “أويرا دي فيتوريا” و”لاكوا” قبل أن يصل إلى الفئات السنية في “أريزينابارا”، وهو نادي كرة قدم قاعدي معروف في العاصمة الباسكية، حيث برز كلاعب موهوب.
في عام 2020، بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي أريزنابارا في دوري الدرجة الثالثة الإسباني، ثم انتقل في عام 2021 إلى نادي ألافيس، حيث تم تعيينه في البداية في فريق المزرعة سان إغناسيو في دوري الدرجة الثالثة.
التطور والانطلاقة
أمضى مروان سنادي ثلاثة مواسم مع “سان إغناسيو” (الفريق الثالث لديبورتيفو ألافيس آنذاك) والفريق الرديف لألافيس، حيث سجل 33 هدفاً قبل انتقاله إلى باراكالدو. بعد ذلك، تم ترقيته إلى الاحتياطي في دوري الدرجة الثانية في العام التالي، بعد تسجيله 16 هدفاً وهو أفضل إنجاز في مسيرته مع سان إغناسيو.
في 29 فبراير 2024، جدد سنادي عقده مع ألافيس حتى عام 2027. ثم تمت إعارته إلى نادي باراكالدو الذي ينشط في دوري الدرجة الثالثة، حيث تألق بشكل لافت وأصبح هداف مجموعته، مسجلاً 11 هدفاً في 20 مباراة.
الانضمام إلى أتلتيك بلباو
في 1 فبراير 2025، وهو يوم عيد ميلاده الرابع والعشرين، وقع سنادي عقداً مع نادي أتلتيك بلباو يمتد حتى 30 يونيو 2029. هذا الانتقال يعتبر إنجازاً تاريخياً، حيث أصبح أول لاعب مغربي يرتدي قميص هذا النادي الباسكي العريق المعروف بسياسة انتقاء لاعبيه من مواليد إقليم الباسك فقط.
يتقاضى سنادي راتباً شهرياً قدره 52 ألف يورو، أي ما يعادل 620 ألف يورو سنوياً مع بلباو. وقد ظهر لأول مرة مع النادي في الدوري الإسباني في 8 فبراير 2025 كبديل في الشوط الثاني في فوز 3-0 على جيرونا في ملعب سان ماميس.
الخصائص الفنية والمهارات
يتمتع مروان سنادي بخصائص فنية متميزة، تجعله لاعباً مميزاً في مركز الهجوم:
- البنية الجسدية: يمتلك قامة طويلة تبلغ 1.92 متر وبنية جسدية قوية، مما يمنحه ميزة في الالتحامات والكرات الهوائية.
- المهارات الفنية: يجيد اللعب بكلتا القدمين ويتمتع بمهارات لافتة في المراوغة والتمرير والتسديد نحو المرمى.
- الحس التهديفي: يتميز بحس تهديفي يساعده في التموقع الجيد لإنهاء الهجمات، كما يجيد الضربات الرأسية.
- القوة البدنية: يمتلك قوة خارقة في التغطية على الكرة والتفوق في الالتحامات الثنائية.
- أسلوب اللعب: كما وصفه ميكيل غونزاليس: “إنه سريع، قوي، ويمتلك مهارات”. ويتماشى أسلوب لعبه مع فلسفة نادي أتلتيك بلباو، حيث صرح سنادي نفسه: “طريقة لعبي مثل فلسفة لعب أتلتيك بلباو.. محارب، مقاتل، وأقاتل على كل شيء حتى النهاية”.
المسيرة الدولية مع المنتخب المغربي
طالما عبر سنادي عن رغبته في تمثيل المنتخب المغربي قائلاً: “أنا أطمح إلى تحقيق الكثير من الأشياء، وحلمي الكبير هو اللعب مع المنتخب المغربي”. وقد تحقق حلمه عندما تم استدعاؤه للمرة الأولى للمنتخب المغربي في 27 مايو 2025.
في يونيو 2025، عبر سنادي عن سعادته الغامرة وفخره الكبير بتمثيل قميص “أسود الأطلس”، قائلاً: “منذ بضع سنوات، كنت أتابع كأس العالم وأتمنى فقط رؤية هؤلاء النجوم عن قرب، والآن أصبحوا زملائي في المنتخب. هذا شرف كبير لي”.
وأضاف: “نعم، لقد كان هذا حلماً راودني طوال حياتي، أن أمثل هذا البلد الذي يجعلني أشعر بالتميّز”. كما استعاد اللحظة التي تلقى فيها خبر استدعائه، حيث كان يقضي عطلته الصيفية في اليونان، وقال: “كنت أستمتع بالعطلة هناك، وكنت في الغرفة مع نيكو. عندما سمعت اسمي ضمن قائمة المنتخب، شعرت بفرحة لا توصف. صرخت من شدّة الفرح وأيقظته من نومه، كنت ممتنا جدا لهذه الفرصة”.
التحديات والإنجازات
خلال موسمه الأول مع أتلتيك بلباو، خاض سنادي 19 مباراة في جميع المسابقات، منها 12 مباراة في الدوري الإسباني و5 مباريات في الدوري الأوروبي ومباراتين في كأس إسبانيا. سجل هدفاً واحداً وصنع هدفاً آخر في الدوري الإسباني.
كما ساهم في وصول فريقه إلى الدور نصف النهائي من الدوري الأوروبي 2024-2025، حيث لعب دوراً مهماً في المباريات الإقصائية، وتحديداً في مباراة ربع النهائي ضد رينجرز.
التأثير الشخصي والاجتماعي
يعد انتقال سنادي إلى أتلتيك بلباو تحولاً كبيراً في حياته الشخصية والمهنية. وقد صرح في مقابلة صحفية أنه يزداد حباً للنادي كل يوم، مشيراً إلى أنه يشعر بالحظ الكبير لكونه جزءاً من هذا الفريق العريق.
كما تحدث عن التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياته بعد الانتقال إلى بلباو، حيث بات يواجه اهتماماً كبيراً من الجمهور: “يحييني الناس في كل مكان ويريدون التقاط الصور معي”. وأضاف أنه يتعامل مع هذه الأمور بشكل طبيعي ويحاول الاستمتاع بتلك اللحظات.
وعبر سنادي عن فخر والديه بما يحققه في مسيرته الجديدة مع أتلتيك بلباو، مشيراً إلى أن والديه يحاولان التعامل مع الوضع بطريقة طبيعية رغم النجاح الكبير الذي يحققه: “إنهما فخوران بما وصلت إليه، ولكنني أظل نفس الشخص الذي كنت عليه قبل الانضمام إلى الفريق، فقط أصبحت الآن لاعباً في الدرجة الأولى”.
الطموحات المستقبلية
يطمح مروان سنادي لتحقيق المزيد من النجاحات مع ناديه أتلتيك بلباو والمنتخب المغربي. وقد صرح قائلاً: “هذه هي البداية فقط”، مؤكداً أن هدفه الرئيسي هو تحسين مستواه باستمرار والاستفادة من الخبرة التي يكتسبها من زملائه في النادي.
يعد سنادي من أبرز الأسماء الصاعدة في الهجوم، ويحمل آمال الجماهير المغربية في تعزيز صفوف المنتخب الوطني خلال السنوات المقبلة، بفضل موهبته ولياقته البدنية الكبيرة.
خاتمة
تمثل قصة مروان سنادي نموذجاً ملهماً للشباب، خاصة أولئك الذين يواجهون تحديات بسبب خلفياتهم المهاجرة. فقد استطاع تحويل المعاناة التي واجهها في طفولته إلى قوة دافعة نحو النجاح، متخذاً من كرة القدم وسيلة للتعبير عن نفسه وتحقيق أحلامه.
إن انضمامه إلى نادي أتلتيك بلباو، المعروف بسياسته الصارمة في اختيار اللاعبين، واستدعاؤه للمنتخب المغربي، يؤكدان على موهبته الاستثنائية وإمكاناته الكبيرة. ومع استمراره في التطور والنضج كلاعب، يبدو مستقبل مروان سنادي واعداً ومشرقاً، سواء على مستوى النادي أو المنتخب الوطني.