مغربي بديل بيريز بعد مغادرة ريال مدريد
اشتعلت الأوساط الإسبانية خلال الساعات الماضية بتقارير مثيرة تتحدث عن نية فلورنتينو بيريز، الرئيس التاريخي لريال مدريد، التنحي عن منصبه في عام 2026، أي قبل عامين كاملين من نهاية ولايته الرسمية المقررة في 2028. وفقاً للصحفي الإسباني بيبي ألفاريز، فإن بيريز اتخذ قراره النهائي بمغادرة رئاسة النادي الملكي بسبب رغبته في رؤية خلافة منظمة وانتقال سلس للقيادة.
لكن الجدل لم يستمر طويلاً، إذ سارعت شبكة “أوندا سيرو” و”كادينا كوبي” الإسبانيتان إلى نفي هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكدتين أن بيريز أبلغ المقربين منه بأنه لن يترك منصبه في منتصف المدة ويعتزم الاستمرار حتى نهاية ولايته الحالية.
المغربي صاحب العقل المالي
وسط هذه الأجواء المشحونة، برز اسم أنس الغراري (أو لغراري)، المغربي الأصل والفرنسي الجنسية، كأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة بيريز في قيادة النادي الملكي. الغراري، البالغ من العمر 40 عاماً، وُلد في الدار البيضاء عام 1984، قبل أن ينتقل إلى باريس لدراسة الرياضيات المالية.
في عام 2011، تولى مهمة افتتاح فرع إحدى شركات الأبناك في مدريد، وهناك توطدت علاقته بفلورنتينو بيريز، خصوصاً أن والده كان صديقاً قديماً لرئيس ريال مدريد. منذ ذلك الحين، أصبح الغراري “اليد اليمنى” لبيريز و**”الابن الروحي”** له، كما توصفه الأوساط الإسبانية.
عقل السوبر ليغ وتجديد البرنابيو
سلطت صحيفة “ماركا” الإسبانية الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الغراري داخل أروقة النادي، حيث كان العقل المالي المدبر لفكرة دوري السوبر الأوروبي المثيرة للجدل التي أطلقها ريال مدريد في عام 2021. تمكن من وضع تصوّر يُحقق أرباحاً صافية تصل إلى 400 مليون يورو للنادي الملكي.
كما كان له دور حاسم في ملف تمويل تجديد ملعب سانتياغو برنابيو، أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية للنادي في السنوات الأخيرة. مصدر من داخل ريال مدريد وصفه قائلاً: “إنه شاب رائع، ذكي ومجتهد، ويساعد الرئيس كثيراً”.
رجل الظل الذي يرفض الأضواء
رغم نفوذه الهائل، لا يحمل الغراري أي صفة رسمية داخل إدارة النادي، ويحرص على البقاء بعيداً عن الأضواء. صحيفة “ماركا” لفتت إلى أنه لا يملك حتى صفحة تعريفية في “ويكيبيديا”، مشيرة إلى أنه يفضل العمل خلف الكواليس حيث تُصنع القرارات بهدوء ودون ضجيج.
ووفقاً للتقارير، فقد عاد اسم الغراري إلى الواجهة مؤخراً بعد تداول أنباء عن محاولته إقناع بيريز بالتعاقد مع المدرب الألماني يورغن كلوب ليكون خليفة لكارلو أنشيلوتي.
خوسيه سانشيز: المنافس الأبرز
على الجانب الآخر، يبرز اسم خوسيه أنخيل سانشيز، المدير التنفيذي الحالي لريال مدريد، كمرشح قوي آخر لخلافة بيريز. سانشيز، الذي يعمل مع بيريز منذ ربع قرن، يُوصف بأنه “تلميذ بيريز الأول” و**”يده اليمنى”** الذي يدير النادي فعلياً.
انضم سانشيز إلى ريال مدريد عام 2000 عندما فاز بيريز بالانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، وكان المهندس الأساسي لتحويل النادي إلى علامة تجارية عالمية. تقارير تفيد بأن 70% من قوة بيريز تأتي من سانشيز نفسه.
شروط الرئاسة العقبة الكبرى
لكن يبقى السؤال: هل يستطيع أي منهما تحقيق حلم الرئاسة؟ وفقاً لشروط النادي، يجب أن يكون المرشح عضواً منذ 20 عاماً على الأقل، وأن يقدم ضماناً بنكياً بنسبة 15% من ميزانية النادي مدعوماً بأصول شخصية، أي أكثر من 100 مليون يورو. هذه الشروط الصارمة تجعل المنافسة محدودة للغاية.
وفي الوقت الراهن، يواصل بيريز العمل على مشاريعه الاستراتيجية داخل النادي وعلى رأسها دوري السوبر الأوروبي وتطوير ملعب البرنابيو، مما يشير إلى أن رحلته مع ريال مدريد لم تنتهِ بعد.
