تعرف على رجل مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم تحت 20 سنة 2025

في لحظة تاريخية لكرة القدم المغربية، توج المهاجم الشاب ياسر زبيري لقب “رجل المباراة” بعد أدائه الاستثنائي في نهائي تحت 20 سنة، حيث قاد إلى فوز مذهل بنتيجة 2-1 أمام الأرجنتين، محققًا أول لقب عالمي لأشبال الأطلس في هذه الفئة العمرية.
وكانت المباراة، التي أقيمت على ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس الوطني” في العاصمة التشيلية، قمة من الإثارة والحماس، حيث برز زبيري كقائد هجومي يجمع بين الذكاء والمهارة، ليصبح الوجه البارز لهذا الإنجاز التاريخي.
بداية قوية وأهداف حاسمة بدأت المباراة بوتيرة عالية، مع سيطرة مغربية واضحة منذ الدقائق الأولى. في الدقيقة 12، حصل أسود الأطلس على ركلة حرة مباشرة من حافة منطقة الجزاء، ولم يضيع زبيري الفرصة.
وبتسديدة رائعة منحنية، رفع الكرة فوق جدار الدفاع الأرجنتيني، لتستقر في الزاوية العلوية لشباك الحارس الأرجنتيني، محققًا الهدف الأول الذي أشعل الجماهير المغربية في الملعب والتي كانت تشجع بقوة رغم البعد الجغرافي.
وكان هذا الهدف ليس مجرد إضافة إلى النتيجة، بل إعلان عن سيطرة المغرب على مجريات اللقاء.لم يكتفِ زبيري بهذا الإنجاز، إذ عزز تقدم فريقه في الدقيقة 29 بهدف ثانٍ رائع، جاء بعد تمريرة متقنة من زميله عثمان معما.
واستلم زبيري الكرة داخل منطقة الجزاء، خدع المدافعين بتحركه السريع، ثم سدد كرة قوية إلى الشباك، مما جعل النتيجة 2-0 في نهاية الشوط الأول.
وهذه الأهداف لم تكن مجرد إحصائيات؛ إنها تعكس نضج زبيري الفني في سن الـ19 عامًا فقط، حيث سجل ثلاثة أهداف في البطولة بأكملها، معظمها في لحظات حاسمة.
وردت الأرجنتين بهدف تعزيزي في الشوط الثاني، لكن دفاع المغرب الصلب، بقيادة الحارس والمدافعين، حافظ على التقدم حتى صافرة النهاية.
وكانت المباراة شهادة على الروح القتالية للمنتخب المغربي، الذي لم يهتز شباكه إلا مرة واحدة طوال النهائي، محققًا رقمًا قياسيًا في تاريخ المسابقة.
ومن الدوري المغربي إلى النجومية العالميةولد ياسر زبيري في 2006 بمدينة الرباط ، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي الفتح الرباطي، الذي يُعد مصنعًا للمواهب في المغرب.
وظهر لأول مرة مع الفريق الأول في فبراير 2024 أمام نهضة الزمامرة، حيث أذهل الجميع بسرعته وقدرته على القراءة الدفاعية.
وخلال موسم 2024-2025، سجل زبيري أربعة أهداف في الدوري المغربي، مما جذب أنظار الأندية الأوروبية. في الصيف الماضي، انتقل إلى نادي فاماليساو البرتغالي مقابل 600 ألف يورو، لكنه قرر تأجيل الانتقال للمشاركة في مونديال الشباب، قرار أثبت صحته اليوم.
وخلال البطولة في تشيلي، كان زبيري القائد غير الرسمي للهجوم المغربي. في ثمن النهائي أمام كوريا الجنوبية، سجل هدف الفوز (2-1)، وقاد الفريق إلى ربع النهائي حيث ساهم في الإطاحة بالبرازيل.
أما في نصف النهائي أمام فرنسا، فكان دوره حاسمًا بركلة الجزاء التي أدت إلى هدف عكسي، مما ضمن التأهل بركلات الترجيح (5-4).
وهذه الأداءات جعلته هدفًا لأندية كبرى مثل بنفيكا البرتغالي، الذي يتابع خطواته عن كثب، معتبرًا إياه “الجوهرة المغربية الجديدة”.
تأثير الإنجاز على كرة القدم المغربيةيأتي هذا اللقب في وقت يشهد فيه المنتخب المغربي الأول نجاحات متتالية، بعد وصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 وقربه من التأهل إلى كأس أمم أفريقيا 2025.
ويُعد فوز أشبال الأطلس تحت 20 سنة خطوة أخرى نحو بناء جيل ذهبي، حيث يُشرف على الفريق المدرب وهبي، الذي اعتمد على توليفة شابة تجمع بين الشغف والانضباط.
وقد أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بـ”الروح المغربية”، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعزز مكانة المغرب كقوة ناشئة في كرة القدم العالمية.بعد المباراة، تلقى زبيري جائزة رجل المباراة من FIFA، وقال في تصريحاته: “هذا الفوز لكل المغاربة الذين آمنوا بنا.
وكنت أحلم بهذه اللحظة منذ طفولتي، وسنستمر في صنع التاريخ” ، والآن، مع عروض من أندية أوروبية كبرى، يبدو أن مسيرة زبيري في بدايتها فقط، ليصبح ربما النجم التالي الذي يحمل راية أسود الأطلس إلى العالمية.

Azzdine chamali

صحفي رياضي مرموق في أنفو سبورت ، يتمتع بخبرة 15 عامًا في تغطية الأحداث الرياضية المحلية والدولية. متخصص في تحليل مباريات كرة القدم، ويقدم تقارير احترافية عن البطولات الدولية. تشمل مجالات خبرته تحليل المباريات وتقييم الأداء، ومتابعة انتقالات اللاعبين، وتغطية الدوريات الأوروبية الكبرى، وتحليل تكتيكات المدربين. وهو عضو في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وقد غطى العديد من البطولات الدولية والمحلية. يُعرف بتحليلاته المعمقة ودقتها في تحليل المباريات والأحداث الرياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share to...