عثمان معما يحصد جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب
عثمان معما يسطع في تتويج المغرب التاريخي بكأس العالم للشباب
حقق النجم المغربي عثمان معما إنجازاً استثنائياً في مونديال الشباب بتشيلي 2025، حيث قاد منتخب أشبال الأطلس إلى التتويج التاريخي الأول بكأس العالم لأقل من 20 سنة بعد الفوز على الأرجنتين بهدفين نظيفين في المباراة النهائية.
تألق معما طوال البطولة بأداء استثنائي جعله أحد أبرز نجوم المسابقة، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في المباراة مرتين متتاليتين أمام الولايات المتحدة الأمريكية في ربع النهائي وأمام فرنسا في نصف النهائي. اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً ساهم بشكل حاسم في نجاح المنتخب المغربي بتسجيل هدف وثلاث تمريرات حاسمة، ليصبح واحداً من أكثر اللاعبين تأثيراً في البطولة.
انطلقت مسيرة معما اللافتة منذ مرحلة المجموعات، حيث أبهر الجماهير بمهاراته الفنية ولمساته الساحرة أمام إسبانيا والبرازيل. أمام إسبانيا، قدم صناعة رائعة لهدف جيسيم ياسين في الفوز 2-0، قبل أن يسجل هدفاً مذهلاً بضربة مقصية بهلوانية ضد البرازيل ساهمت في الفوز 2-1.
في دور خروج المغلوب، واصل معما تألقه أمام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، حيث كان محور الهجوم المغربي وساهم في تمريرة حاسمة لهدف ياسر زبيري في مباراة أمريكا. أداؤه الاستثنائي جعل المعلقين يشبهونه بكريستيانو رونالدو من حيث السرعة وأسلوب اللعب والجودة التقنية.
في مباراة نصف النهائي الدرامية أمام فرنسا التي انتهت بالتعادل 1-1 وفاز فيها المغرب بركلات الترجيح 5-4، قدم معما عرضاً مبهراً استحق عنه جائزة أفضل لاعب للمرة الثانية على التوالي. مستواه الاستثنائي في الشق الهجومي والدفاعي أثار إعجاب الخبراء والإعلام الدولي.
ولد عثمان معما في السادس من أكتوبر 2005 بمدينة أليس الفرنسية لعائلة رياضية من الخميسات، حيث كان والده عمر معما لاعباً سابقاً في اتحاد الخميسات، بينما كانت عمته فاطمة بطلة المغرب في العدو الريفي. بدأ مسيرته في مونبلييه الفرنسي قبل أن ينتقل إلى واتفورد الإنجليزي في يوليو 2025 بعقد لمدة أربع سنوات.
تعرف الجمهور المغربي على معما خلال كأس إفريقيا للأمم للشباب بمصر، حيث ساهم في بلوغ المنتخب المباراة النهائية. لكن البطولة العالمية في تشيلي كانت المنصة التي كشفت للعالم عن موهبته الاستثنائية، حيث أصبح قائداً ومحركاً أساسياً للمنتخب المغربي.
في المباراة النهائية أمام الأرجنتين على ملعب إستاديو ناسيونال في سانتياغو، لعب معما دوراً محورياً في التتويج التاريخي للمغرب، حيث سجل زميله ياسر زبيري هدفين في الدقيقتين 12 و29 ليقود أشبال الأطلس للقب الأول. هذا الإنجاز جعل المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يتوج بكأس العالم للشباب منذ فوز غانا باللقب عام 2009.
أكد معما في تصريحاته للفيفا أن الوصول للنهائي كان إحساساً لا يوصف، مشيراً إلى أن الفوز على إسبانيا والبرازيل في المجموعات كان نقطة تحول حاسمة. وأضاف أن الفريق لم يفكر أبداً في الخروج المبكر لأنهم يؤمنون بقدراتهم وجودتهم.
يمثل تألق عثمان معما وتتويج المنتخب المغربي ثمرة استثمار طويل الأمد في كرة القدم الشبابية، خاصة من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أصبحت نموذجاً رائداً عبر إفريقيا. هذا النجاح يأتي امتداداً لإنجازات المنتخب الأول الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 والميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024.
بهذا الإنجاز التاريخي، يكتب عثمان معما وزملاؤه صفحة ذهبية جديدة في تاريخ الكرة المغربية، مؤكدين أن المستقبل واعد لجيل يجمع بين الموهبة والانضباط التكتيكي والروح القتالية.



