عطل كلاود فلير وراء توقف المواقع الرياضية بما فيها تويتر

أثارت الانقطاعات الأخيرة التي واجهتها العديد من المواقع الرياضية العالمية جدلاً واسعاً بين المستخدمين، حيث سارع الكثيرون إلى اتهام خدمة كلاودفلير بوجود عطل عالمي شامل  .

ومع ذلك، تكشف التفاصيل أن المشكلة أكثر تعقيداً من مجرد خلل تقني واحد، بل هي نتيجة متشابكة لأسباب قانونية وتقنية متفرقة أثرت على مواقع رياضية وخدمات بث حيوية .

في حين أن الوصول إلى بعض الخدمات قد تعطل بالفعل، فإن السبب لا يرجع بالضرورة إلى فشل في البنية التحتية للشركة بقدر ما يتعلق بإجراءات حجب إقليمية .

يعود جزء كبير من الاضطرابات الأخيرة، خاصة في أوروبا، إلى معركة قانونية شرسة يخوضها الدوري الإسباني (La Liga) ضد القرصنة والبث غير القانوني للمباريات

. فقد حصلت رابطة الدوري على أوامر قضائية تسمح لها بإجبار مزودي خدمة الإنترنت في إسبانيا على حجب عناوين IP التي تستخدم لبث المحتوى بشكل غير قانوني . وبما أن آلاف المواقع، بما فيها منصات ألعاب وخدمات بث مشروعة، تعتمد على شبكات توصيل المحتوى (CDN) مثل كلاودفلير التي تستخدم عناوين IP مشتركة، أدى هذا الحجب الواسع إلى أضرار جانبية أثرت على خدمات لا علاقة لها بالقرصنة، مما خلق انطباعاً بوجود انقطاع للإنترنت على نطاق واسع  .

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال أن كلاودفلير شهدت بالفعل حوادث تقنية مؤثرة في الماضي، لكنها كانت منفصلة عن قضية حجب المواقع الحالية .

على سبيل المثال، في يونيو 2022، تسبب تغيير في تكوينن الشبكة في انقطاع الخدمة في 19 مركز بيانات رئيسي، مما أثر على نسبة كبيرة من حركة الإنترنت العالمية .

كما وقع حادث آخر في يونيو 2025 نتيجة فشل في أحد مكونات التخزين لدى مزود خدمة سحابية خارجي .

هذه الأعطال السابقة، رغم خطورتها، تختلف في طبيعتها عن مشكلات الوصول الحالية التي تستهدف بشكل غير مباشر خدمات البث الرياضي.في الختام، يتضح أن “عطل كلاودفلير” الذي شعر به الكثيرون ليس عطلاً تقنياً مركزياً واحداً، بل هو مزيج معقد من إجراءات الحجب القضائية في إسبانيا وحوادث تقنية متفرقة .

تعكس هذه الأزمة مدى هشاشة النظام البيئي للإنترنت وترابط مكوناته. برأيك، هل أصبحت الإجراءات القانونية لمكافحة القرصنة تشكل تهديداً لاستقرار الإنترنت أكبر من الأعطال التقنية نفسها؟ شاركنا رأيك في التعليقات