رسمياً .. النرويج إلى المونديال بعد غياب 28 عاماً و إيطاليا إلى الملحق الأوروبي
النرويج تتأهل لكأس العالم 2026 بعد غياب 28 عاماً

انتهى الانتظار الطويل. النرويج عادت إلى كأس العالم رسمياً بعد غياب امتد 28 عاماً كاملاً، في ليلة تاريخية شهدها سان سيرو مساء الأحد. فوز كاسح 4-1 على إيطاليا على أرضها كان كافياً لحسم البطاقة الذهبية وإنهاء معاناة جيل كامل من الفايكنج الإسكندنافيين.
النرويج، بقيادة إيرلينغ هالاند ومارتن أوديغارد، حققت ما عجزت عنه أجيال سابقة، وأعادت منتخبها إلى أكبر مسرح كروي في العالم بعد آخر مشاركة لها عام 1998 في فرنسا. الفرحة اجتاحت أوسلو وكل المدن النرويجية في احتفالية لن تُنسى.
24 نقطة و8 انتصارات متتالية
الأرقام تتحدث عن هيمنة نرويجية مطلقة على المجموعة التاسعة في التصفيات الأوروبية. رصيد 24 نقطة من 8 مباريات، جميعها انتصارات بلا هزيمة واحدة. إنجاز غير مسبوق يعكس القوة الجماعية للمنتخب النرويجي وليس مجرد فردية نجومه.
36 هدفاً سجلتها النرويج في حملتها التأهيلية مقابل 5 أهداف فقط استقبلتها. فارق مذهل يؤكد التفوق الدفاعي والهجومي معاً. من مولدوفا إلى إسرائيل، ومن إستونيا إلى إيطاليا، كانت النرويج تحصد الانتصارات بثقة مطلقة.
هالاند وحده سجل رقماً قياسياً أوروبياً جديداً برصيد 17 هدفاً في هذه الحملة، متجاوزاً ليفاندوفسكي الذي توقف عند 16 هدفاً. النجم النرويجي كان الفارق الأكبر، لكن المنظومة الجماعية بقيادة المدرب هي التي ضمنت الإنجاز التاريخي.
كابوس إيطالي يتكرر للمرة الثالثة
على الجانب الآخر، سقطت إيطاليا في مأزق الملحق الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي. سيناريو مرعب يتكرر مجدداً للآزوري، بعد الإخفاقات المدوية في التأهل لمونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر.
الهزيمة 1-3 على أرض سان سيرو أمام جماهيرها المصدومة كانت صفعة قاسية لمنتخب عريق حمل لقب بطل أوروبا مؤخراً. الحلم بالتأهل المباشر كان يحتاج لمعجزة من نوع خاص: الفوز بتسعة أهداف نظيفة على النرويج لتعويض فارق الأهداف. مهمة مستحيلة تحولت إلى واقع أليم بعد الخسارة.
الآن، تستعد إيطاليا بقيادة المدرب جينارو جاتوزو لخوض الملحق الأوروبي الشائك في مارس 2026، حيث ستواجه 15 منتخباً آخر في صراع شرس على 4 مقاعد فقط للمونديال. نصف نهائي ونهائي بنظام خروج المغلوب ينتظران الآزوري في مسار محفوف بالمخاطر.
الحصان الأسود في مونديال 2026؟
مع هذا التأهل، بدأ الحديث عن النرويج كواحدة من المفاجآت المحتملة في كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. خليط متميز من المواهب الشابة، هجوم ناري بقيادة هالاند، وخط وسط إبداعي يتزعمه أوديغارد من أرسنال، يجعل الفايكنج مرشحين حقيقيين لتقديم مفاجأة كبيرة.
التوقعات تشير إلى أن النرويج قد تكون “الحصان الأسود” في البطولة، خاصة مع الأداء الاستثنائي الذي قدمته في التصفيات. منتخب شاب، جائع للنجاح، ولديه سلاح هجومي مرعب قادر على تفجير مفاجآت أمام أي خصم مهما كانت قوته.
الأمريكيون والمكسيكيون والكنديون المضيفون، بالإضافة إلى العمالقة الأوروبيين والجنوب أمريكيين، عليهم الآن أن يضعوا النرويج في حساباتهم. جيل هالاند وأوديغارد لن يكتفي بالمشاركة فقط، بل يطمح لترك بصمة حقيقية في تاريخ الكرة النرويجية.
انتصارات عربية وأوروبية
في نفس الجولة الختامية من التصفيات الأوروبية، حققت منتخبات أخرى إنجازات مهمة، حيث شهدت ليلة الأحد احتفالات متعددة بجانب الفرحة النرويجية. التنافس على البطاقات الأوروبية المؤهلة للمونديال وصل لذروته، مع تحديد معظم المتأهلين المباشرين وأصحاب المراكز الثانية الذين سيخوضون الملحق.
إيطاليا الآن تنتظر قرعة الملحق التي ستحدد مصيرها في مارس المقبل، على أمل تجنب الكارثة الثالثة على التوالي والعودة إلى المونديال الذي غاب عنه الآزوري لنسختين متتاليتين. المشوار صعب، لكن التاريخ والتقاليد تفرض على الإيطاليين القتال حتى النهاية.
أما النرويج، فقد كتبت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم الاسكندنافية، وأنهت انتظاراً طال 28 عاماً ليصبح الحلم حقيقة.




